"المجتمع المنحطّ": خوف من عدوى الغرب

20 اغسطس 2021
من عمل لـ شارلين فون هيل
+ الخط -

تعدّدت في السنوات الأخيرة الكتابات الهجائية لواقع العالم، وأيضاً للمسارات التي يتخذها في المستقبل، ولعل من أبرز هذه الأعمال كتاب "نظام التفاهة" لعالم الاجتماع الكندي آلان دونو، وقبله مؤلفات جيرمي ريفكين وجاك أتالي وألفين توفلر وغيرهم.

ضمن هذا النوع من الكتابات يمكن أن نضع كتاب "المجتمع المنحطّ" الذي ألّفه روس داوثت، وقد صدرت مؤخراً نسخته العربية عن دار "صفحة سبعة" بترجمة أنس محجوب وعبد المنعم المحجوب.

يقول المؤلف في تقديم فكرة عمله: "إن هدفي الأول في هذه الصفحات هو إقناعكم بأن مجتمعنا منحطّ حقّاً، وأن تعريفي ينطبق واقعياً على الغرب المعاصر على مدى الجيلين الماضيين، وربما ينطبق قريباً على جميع المجتمعات التي تلحق حالياً بأوروبا وأميركا الشمالية وشرق آسيا".

ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء في أحد عشر فصلاً، ويدرس المؤلف خصوصاً ما يسميه "انحطاط المجتمع الأميركي"، حيث يمثّل قاطرة لجميع المظاهر السلبية التي تنتشر في العالم، نظراً لقوة الإعلام والتكنولوجيا بما يمكّن من إنتاج عدوى كبيرة. 

لا يعتبر المؤلف الولايات المتحدة قويّةً ومتقدّمةً وعصريةً كما في صورتها الدارجة، بل يعدّها رمزاً للانحطاط مع إضفاء معنى جديد وهو أنه مدخل إلى إنشاء ديستوبيا في الواقع.

الصورة
المجتمع المنحط

يرى المؤلف أن كلمة "انحطاط" Decadence فضفاضة وغير ثابتة في الثقافة العامة، بل تُستخدم بطريقة متداخلة وفي ذلك جزء من جاذبيتها وسحرها. ويعمد منذ البداية إلى إخراج الكلمة من معناها القاموسي، بإضفاء شيء من التمييز عليها، وإعادة توظيفها من أجل فهم أوسع لإشكاليات العالم ومستقبله.

المساهمون