لبناني لاجئ فلسطيني "متلي متلو"

03 ديسمبر 2016
+ الخط -

 

لعلّ حكايتي تثير الضحك عند البعض. هي تبدأ من صورة (كرت) الأونروا، والذي يفيد بأن حامله لاجئ فلسطيني. كيف يكون زوجي لاجئاً فلسطينياً وهو لبناني منذ أكثر من عشر سنوات وفقاً لسجلاته!

هنا المفارقة، والتي سأحدثكم عنها؛ فوفقاً لقانون الأمم المتحدة الخاصة باللاجئين، يحق للمرأة منح زوجها بطاقة اللجوء، وكذلك لأطفالها، من باب المساواة وحقوق المرأة.

لكن لحظة... حقوق المرأة! في السابق، لم يعنيني الأمر، نظراً لأن المرأة التي في داخلي لم تتم إهانتها قط، بل على العكس كنت أحمل قضية اسمها فلسطين، وهي امرأة؛ وطالما جسّدها ناجي العلي بصورة امرأة. وعلى أرض الواقع، لطالما مارست المرأة الفلسطينية كامل حقوقها السياسية والنضالية؛ كانت في الطليعة، شريكة في الحكم والنضال. كانت "الرفيقة" الدائمة والحاضرة في الساحة الفلسطينية. وفي اللجوء، وحدتنا المصيبة، وأيضاً... أنظمة الأونروا!

وليس القصد هنا أن المرأة الفلسطينية لا تتعرض للاضطهاد (اضطهاد!! كلمة كبيرة). غير أنه "اضطهاد" مرتبط بحالات فردية، وغير مقنن أو مباح أو منتشر.

قبل زواجي، كانت قضيتي الأساس (وما زالت)، هي قضية اللجوء والعودة. لم أعر انتباهاً لحقوقي كامرأة؛ لأنها تتساوى مع أخي محمد؛ كلانا لاجئ فلسطيني. وكانت العنصرية التي واجهتها في بعض الأحيان، مرتبطة بموضوع اللجوء (لاجئة فلسطينية في لبنان) وليس لأني امرأة.

إلى أن قررت الارتباط برجل لبناني. بداية طلبت المحكمة الشرعية موافقة الأمن العام اللبناني، لعقد القران. ثم تعرضت للتحقيق أمني في مديرية الأمن العام، للموافقة على زواجي. ولم يتم إدراجي تحت خانة زوجي مباشرة، بل أدرجت "على الهامش" وباللون الأحمر.

والآن، عليّ أن ألد، وأنتظر مرور عام على الأقل حتى أتمكن من تقديم أوراقي للحصول على الجنسية. لا. المشوار لن ينتهي هنا. عليّ بعدها أن أدخل في إجراءات إدارية وتسجيل وتحضير أوراق ومتابعة وملاحقة. وهذا لا يعني أن الحصول على الجنسية اللبنانية أمر مضمون.

وأكثر بعد، فإن ابنتي مستقبلاً، لا تستطيع منح أولادها الجنسية في حال زواجها من غير لبناني. كلّ ذلك، وأنا المحظوظة من النساء؛ فلو كنت لبنانية، ووقعت في حب رجل لبناني وقررت أن أتزوجه وأنجب منه؛ أطفالي لن يحصلوا يوماً على جنسيتي اللبنانية.  

في المقابل، فإنه رغم اللجوء، منحت زوجي وأولادي مستقبلاً وضعي القانوني.

في الأمس، كانت قضيتي اللجوء، وأورثتها لزوجي وأولادي. اليوم وغداً، بات لي قضيتان؛ اللجوء وحقوق المرأة اللبنانية، رافعة شعار "جنسيتي حق لي ولأولادي" ويا فلسطين عائدون..

صمود غزال
صمود غزال
صحافية فلسطينية لاجئة في لبنان. من فريق موقع العربي الجديد قسم السياسة.