BBC تنقض إدانتها لناغا مونشيتي إثر احتجاجات وانتقادات لتعاملها مع الصحافيات والأقليات

01 أكتوبر 2019
احتجاجات واسعة على إدانة مونشيتي (دايفيد بينيت/Getty)
+ الخط -

تراجعت هيئة الإذاعة البريطانية عن قرارها بفرض عقوبة على مذيعة "بي بي سي بريكفاست"، ناغا مونشيتي، بعد إدانتها بـ"خرق المبادئ التوجيهية" للمؤسسة إثر انتقادها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لقوله لأربع عضوات في الكونغرس إن عليهن "العودة من حيث أَتَين"، في أعقاب غضبٍ واسع من الموظفين ضد الحكم والضغط السياسي الهائل على الهيئة.

وتوجّه المدير العام للهيئة، توني هول، برسالةٍ لجميع الموظّفين، يوم أمس الإثنين، قائلاً إنّه راجع القرار بعد الاحتجاجات الداخليّة والخارجيّة. ونقلت "ذا غارديان" عن هول قوله في الرسالة إنّه "عند التفكير، قامت وحدة شكاوى الهيئة بحكمٍ خاطئ عندما أصدرت حكماً ضدّ مونشيتي، إحدى أبرز الصحافيات من الأقليات الإثنية في بي بي سي، للتعبير عن ردّ شخصي على تصريح للرئيس الأميركي في يوليو/تموز بأنّ أربع عضوات في الكونغرس عليهنّ العودة من حيث أتين".

وكانت المذيعة قد علّقت على عبارة ترامب بالقول إنها "غاضبة، غاضبة جداً. وأتصور أن الكثير من الناس في هذا البلد سوف يشعرون بالغضب الشديد من أن رجلاً في هذا المنصب يشعر بأنه من المقبول أن يتجاوز الحدود باستخدام لغة كهذه". وأضافت "في كلّ مرةٍ قيل لي، كامرأة بسبب لون بشرتي، أن أذهب من حيث أتيت، كان ذلك ينطوي على عنصرية".



وأيدت BBC شكوى من الجمهور ضد مونشيتي، مبررةً قرارها بأنّ المذيعة ذهبت "إلى أبعد مما تسمح به المبادئ التوجيهية"، وأن "الجماهير لا ينبغي أن تكون قادرة على معرفة آراء الصحافيين في مسائل السياسة العامة".

وأثار توبيخ الهيئة للمذيعة غضباً واسعاً في الأوساط البريطانيّة. ونشر نجوم رسالةً للهيئة، في صحيفة "ذا غارديان"، الأسبوع الماضي، تشكو من توبيخها لمونشيتي. واعتبر النجوم أنّ توبيخ الهيئة للمذيعة "معيب للغاية" و"غير قانوني". كما حاز التماس يدعو الهيئة إلى إلغاء حكمها على مونشيتي أكثر من 11 ألف توقيع. ونقلت "صنداي تايمز" عن المذيع والرئيس السابق للجنة المساواة وحقوق الإنسان، تريفور فيليبس، قوله إنّ هيئة الإذاعة البريطانية قد أصدرت تعليمات إلى الموظفين بعدم توقيع أي عريضة أو خطاب يدعم مونشيتي، وهي خطوة قد تؤدي إلى مزاعم بالتحرش.

وجاء التحوّل في موقف "بي بي سي" بعدما حصلت "ذا غارديان" على مراسلات داخليّة مسرّبة، تثير الشكوك حول شكاوى الجهور وعمليّة تقديمها، قدّمها مسؤول تنفيذي كبير في الهيئة، تحاول أن توضح سبب عدم معاقبة المذيع المشارك، دان ووكر، من العقوبة التي سُلّطت على مونشيتي، على الرغم من مشاركته في النقاش نفسه.

وقال مدير معايير التحرير في هيئة الإذاعة البريطانية، ديفيد جوردان، إنه لا يمكن التحقيق مع ووكر لأن شكوى المشاهد الفردية التي أدت إلى الحكم لم تذكر المقدّم المذكور. وقال في مقابلة: "الحقيقة البسيطة هي أننا لم نتلقّ شكوى بشأن دور دان ووكر. كانت الشكوى حول مونشيتي".



لكنّ نسخاً من شكوى المشاهد تمّ تسريبها إلى "ذا غارديان" توضح أنّ المراسلات الأصلية كانت صريحة حول كلّ من مونشيتي وووكر، ما أدى إلى غضبٍ داخلي من موظفي "بي بي سي" والذين طالبوا بمعاملة النساء والصحافيات من الأقليّة العرقيّة بمعاملة عادلة. وأوضحت الصحيفة أنّ الشكوى تحدثت عن "التحيز السياسي الصارخ من كلا المقدّمين"، ووصفت ووكر بأنّه "غير مهني للغاية"، وألقت اللوم عليه لدوره في قيادة النقاش الذي أدى إلى إطلاق مونشيتي لتعليقاتها.

ومساء أمس، الإثنين، قال موظفو "بي بي سي" إنّ القضيّة أثارت مخاوف أوسع نطاقاً بشأن التنوّع على الشاشة وكيفيّة تعامل الهيئة مع كبار الصحافيين من ذوي البشرة البيضاء بشكلٍ مختلف عن الموظفين المنتمين إلى أقليات عرقية.

وتحدث صحافيون عن "المخاوف المتزايدة بشأن دور الهيئة في حرب ثقافية مستمرة تستخدم التغطية الإخباريّة كمعركة لتسوية الحسابات السياسية"، ومخاوف خاصة حول عملية غامضة للشكاوى تتأثر بشخص واحد من الجمهور.

وكانت الهيئة قد دافعت بشدّة عن قرارها في البداية، قائلةً إن دورها ليس اتهام الناس بالكذب أو العنصرية.