إسماعيل قاآني يظهر في مراسم دفن العميد نيلفروشان بطهران

15 أكتوبر 2024
إسماعيل قاآني خلال مراسم تشييع نيلفروشان في طهران، 15 أكتوبر 2024 (إرنا)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت طهران مراسم تشييع العميد عباس نيلفروشان، مسؤول ملف لبنان في فيلق القدس، بحضور عدد من المسؤولين، بما في ذلك قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، الذي ظهر بعد غياب طويل، مما أنهى الشائعات حول مصيره.

- إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس، عُيّن خلفاً لقاسم سليماني بعد اغتياله في 2020، وركز على الملف الأفغاني قبل تعيينه قائداً، وهو معروف بمواقفه المتشددة تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل.

- وُلد عباس نيلفروشان في أصفهان عام 1966، وشارك في الحرب الإيرانية العراقية، وتولى مناصب قيادية في الحرس الثوري، وكان مسؤولاً عن ملفي لبنان وسوريا في فيلق القدس حتى اغتياله.

بث التلفزيون الإيراني، فجر اليوم الثلاثاء، صوراً مباشرة عن مشاركة إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، بمراسم دفن العميد عباس نيلفروشان مسؤول ملف لبنان في الفيلق، الذي اغتيل بلبنان في الـ27 من الشهر الماضي برفقة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وبحسب وكالة إرنا الإيرانية الرسمية، فقد "حضر جمع من المسؤولين العسكريين والمدنيين، بينهم العميد إسماعيل قاآني ومجموعة من رفاق السلاح وعائلة نيلفروشان، مراسم استقبال جثمانه في مطار مهر آباد في طهران".

ووصل جثمان نيلفروشان إلى طهران مساء الاثنين، بعدما أجريت له مراسم تشييع في مدينتي كربلاء والنجف بالعراق، وتم تشييعه في طهران، على أن يوارى في الثرى في مسقط رأسه بأصفهان. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اغتالت العميد نيلفروشان مع حسن نصر الله في هجوم على مبنى في ضاحية بيروت الجنوبية في السابع والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي.

التلفزيون الإيراني يبث مشاهد تظهر قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال اسماعيل قاآني في مطار مهرآباد في طهران منتظرا وصول جثمان اللواء عباس نيلفروشان. pic.twitter.com/cUta9iAqrq

— Khalil Nasrallah (@khalilnasrallah) October 15, 2024

وأنهى ظهور قاآني، بعد غيابه عن الأنظار لفترة، الشائعات التي دارت حوله في الأيام الأخيرة، من اغتياله مع رئيس المجلس المركزي لحزب الله هاشم صفي الدين، واعتقاله بتهمة التخابر مع الاحتلال الإسرائيلي. وكان رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف قد قال في مقابلة صحافية قبل أيام، إن الشائعات حول قائد فيلق القدس "هي جزء من نشر أخبار كاذبة يتم بثها من قبل وسائل إعلام معادية"، مشيراً إلى أن قاآني يتمتع بصحة جيدة ويقوم بواجباته ومهامه الخاصة. كما نقلت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية للأنباء، الأربعاء الماضي، عن إبراهيم جباري، مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني، القول إن إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس "بخير وسيتسلم وساماً من الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي قريباً".

وطيلة الأيام الماضية سادت شائعات كثيرة، خاصة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، حول مصير قاآني، وفي السادس من أكتوبر/تشرين الأول، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمنيين إيرانيين قولهما إنه فُقد الاتصال بقائد فيلق القدس الإيراني الذي توجه إلى لبنان بعد اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصر الله. وأفاد أحد المسؤولين بأنه كان في الضاحية الجنوبية لبيروت عندما وقعت ضربة استهدفت خليفة نصر الله المحتمل هاشم صفي الدين. 

وعيّن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي إسماعيل قاآني قائداً جديداً لـ"فيلق القدس" خلفاً لقاسم سليماني، بعدما اغتاله سلاح الجو الأميركي في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020، بعد خروجه من مطار بغداد الدولي قادماً من دمشق. وقاآني، البالغ من العمر 67 عاماً، وُلد في مدينة مشهد، شرقي إيران، وانضم للحرس الثوري عام 1980، أي بعد عام من قيام الثورة الإسلامية في إيران، وكان حينها في العشرينيات من عمره. تدرّج في المناصب القيادية في المؤسسة وتولّى إبان الحرب الإيرانية العراقية قيادة فرقة "النصر" الخامسة، وفرقة "الإمام الرضا" الـ21.

ويحمل إسماعيل قاآني اليوم رتبة عميد، وكان نائباً لسليماني في "فيلق القدس" منذ عام 2007، كما أنه يُعتبر من أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني، ومن أقرب أصدقاء سليماني. كان قاآني يركز خلال عمله في "فيلق القدس" على الملف الأفغاني ولم يسجل له حضور في ساحات الوجود الإيراني في الشرق الأوسط قبل تعيينه في هذا المنصب. وقاآني معروف بمواقفه المتشددة تجاه الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل. وأدرجته وزارة الخزانة الأميركية في 27 مارس/آذار 2012 في قائمة العقوبات الأميركية.

تشييع نيلفروشان

شارك في مراسم تشييع نيلفروشان في طهران، كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الإيرانيين، في مقدمتهم الرئيس مسعود بزشكيان، فضلاً عن قادة الجيش، والحرس الثوري، والأركان العامة للقوات المسلحة، ومنهم قاآني. ومن المقرر أن ينتقل جثمان نيلفروشان إلى أصفهان وسط إيران ليوارى الثرى هناك، حيث مسقط رأسه.

وكان نيلفروشان مسؤول ملفي لبنان وسورية في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري، وتولى المنصب خلفاً للعميد محمد رضا زاهدي، الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي برفقة ستة ضباط إيرانيين آخرين في إبريل/ نيسان الماضي عبر استهداف المبنى القنصلي للسفارة الإيرانية في دمشق. وإلى جانب تولي مسؤولية الملف اللبناني في فيلق القدس، كان أيضاً قائد العمليات في الحرس الثوري الإيراني.

وعباس نيلفروشان من مواليد عام 1966 من مدينة أصفهان وسط إيران، واصل بعد الحرب الإيرانية العراقية، التي انتهت في عام 1988، دراسته الجامعية قبل أن يحصل على الدكتوراه في الإدارة الاستراتيجية من جامعة الإمام الحسين في طهران، ثم انضم إلى سلكها التدريسي في فرعه فضلاً عن التدريس في جامعة الدفاع الوطني العسكرية. وله مؤلفات عدة، منها: "عقيدة الحروب الحديثة" و"الحروب غير المتكافئة في العقيدة العسكرية".

بدأ نيلفروشان مشواره العسكري بعد عامين من انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، بعد التحاقه بالحرس الثوري ثم مشاركته في الحرب الإيرانية العراقية. وكان القائد العسكري الإيراني من أشهر قادة الحرس الثوري حيث تولى من عام 2005 إلى 2007 قيادة العمليات في السلاح البري بالحرس، ثم قائد كلية القيادة والأركان، وتولى من عام 2019 قيادة العمليات في الحرس.

المساهمون