فيما رفضت مالطا وناميبيا ومونتنيغرو وأوغندا استقبال السفينة "كاثرينا" أو دخولها، استقبلتها مصر "العربية" وفرّغت محتواها القاتل، وستطلقها إلى العدو ليستخدمه.
هذه رسالة، وإن لم تشبه غيرها، لكنّها رسالة في آخر الأمر، تأتي على شكل بوح أو حكاية ربما، حكاية معتقل سياسي سابق يكتب إلى معتقل آخر ما زالت تلفه عتمة السجون.
بعد أن فقد الكثيرون الأمل فيها جاءت، على غير ما توقَّع الكلُّ، وعلى غير ما عرِفت إيران عن نفسها أو عرِف عنها الجمهور المتابع، أو حتى المناصرون في المعسكر الحليف
يعمل الإيمان السلبي على نفي التفاعل ويحجب الإنسان عن الواقع وينسفُ فرائض الوقت نضالًا ضدّ الظلم وقتالًا ضدّ المحتل.. ساعيًا لمنع تجسيد معاني الإيمان في الواقع.
في المعتقل منعني عن الانتحار سعي السلطة لأنتحر، بالتعذيب والانفرادي والأدوية وغيره، كان الشعور بأنّ موتي قد يحقّق مراد السلطة أو جانباً منه دافعاً لتجنّبه.
إذا كانت الحرب وسيلة لإقناع الخصم بالهزيمة، فقد يتحقّق هذا الهدف بتمكّن الفكرة منّا وتغلغلها في دواخلنا، وهذا ما علينا مقاومته بمنع تأثير العدو علينا فكرياً.