"المدنيون في السودان في مرمى النيران. لا مكان آمناً لهم". هذا ما قالته مساعدة الأمين العام للأمم المتّحدة، مارثا بوبي، وتؤكده الوقائع والشهادات من السودان.
الحرب السودانية التي يزعم طرفاها أنّ هدفها جلب الديمقراطية، تعمل على تآكل الدولة السودانية وإسقاطها، فيما يُطلب من المواطن التخلّي عن حريته مقابل الأمن.
لم يعد "احتكار الدولة للعنف" ممكناً على أرض الواقع في السودان، وذعر المواطنين من انتهاكات "الدعم السريع" لا يسمح لهم بانتظار سلام لا يعلم أحد متى يأتي.
ترصد التقارير الدولية عمليات القتل على الهُويّة، والتطهير العرقي، وتعذيب المعتقلين، والاغتصاب... على يد قوات الدعم السريع التي يبشر قائدها بنهاية الحرب!
ستحتاج مجتمعات السودان إلى وقت طويل من عمليات التصالح والتعافي لتجاوز آثار الحرب، دون أن يعرف أحد متى يمكن لهم أن يحلموا بالحكم المدني والديمقراطية مجدّدا.
لم تعد حرب السودان منذ شهور حرباً بين قوّتيْن مسلّحتيْن، إنّما تسرّبت إلى المواطنين، وكأنّ أخطاء الماضي يُعاد إنتاجها بحماسة تضاهي حماسة المرّة الأولى.