سلطة المال والحكم وتجار الحروب، جميعهم، يدّعون إنقاذ وطن، فكم نحتاج من الوقت، ليدركوا أنّ سلطاتهم ومليشياتهم وأفعالهم أنهكت البلد؟ كم من الجوعى يحتاج أصحاب المال، ليتوقفوا عن الاستغلال والمتاجرة بجوعنا وفقرنا الذي يتمدّد؟
كان محمد قحطان يزيل الامتهان الملتصق في العلاقة بين الشعب والسلطة في اليمن، ويؤكد ملكية الأول وسيادته على السلطة، أيا كانت. لهذا كله، يعتبر قحطان معلم السياسة والنضال، وهو لا زال مختطفا في زنازين الانقلاب الحوثي الإمامي للسنة الثالثة.
لم تكن ثورة فبراير في اليمن حصيلة تراكمات سلبيات النظام، بقدر ما كانت وعيا في المضمون الثقافي والحضاري الذي تشكل على أساسه المجتمع، هي ثورة تحرّر نحو القيم الإيجابية، ومن كل القيم السلبية التي أنتجها الاستبداد.
يقتضي ملف إدارة معركة التحرير في اليمن استكمال تحرير المحافطات التي لم تستكمل، مثل مأرب والجوف وتعز والضالع ولحج، والانتقال نحو البيضاء والحديدة وحجة وكسر ظهر الانقلابيين بالسيطرة على صعدة؟
الدول التي قامت على أنقاض ثورات التحرّر نكصت إلى نموذجٍ لا يشبه النموذج الغربي، وصاغت نموذجها الأسوأ من السيء، فبنت أنظمة أدارت المصالح المادية لطبقتها فقط، وهيكلت تأبيدها في الحكم.
ملفاتٌ تم طرحها، وستكون محدّدات في الشأن اليمني للعام 2017،منها عملية دمج المقاومة الشعبية في الجيش الوطني، لبناء جيش نظامي. واستكمال عملية التحرير، وانطلاق عملية الحسم العسكري في محافظات مأرب وصعدة وصنعاء وتعز والجوف، جبهاتٍ رئيسية لطي صفحة الانقلاب.
لم يقدم المذهب الهادوي الذي حكم اليمن بالقوة لليمنيين سوى الجوع والفقر والتجهيل، وفرض عليهم الأتاوات والجزية التي كانت تفرض على غير المسلمين، وعمل على تمزيق اليمن وإثارة الصراعات بين القبائل، وفتّت النسيج الاجتماعي وقسّمه إلى طبقات تمييز عنصري سلالي
تخبطت أطراف الانقلاب نفسها ووزّعت الاتهامات، فحين اتهم صالح التحالف العربي والمملكة السعودية، خرج عبد الملك الحوثي ليؤكد أنّها طائرات أميركية وقنابل أميركية، فهل أراد الحوثي أن يستبق التحقيق الذي شرّع فيه التحالف، ويحرف القضية نحو التمييع؟
غياب الأمن والاستقرار وتعمد إثارة الفوضى والاغتيالات، وتأخر عودة السلطات الشرعية وضعفها في بعض الأحايين في تلك المناطق أمر لا يخدم مشروع الدولة ويعيق المشروع الوطني.
من الدوافع لترحيل اليمنيين الشماليين من عدن، حسب فهم دعاة تقرير المصير، أن الاستفتاء لو حصل، فلن يصوت لصالح الانفصال، إلا إذا "طمأنوا" الشماليين في عدن، ولن ينجح في البرلمان في عدن إلا من يكسب هؤلاء، فكان خيار الترحيل.