طموحات مواطن في زمن الحرب

10 اغسطس 2018
+ الخط -
كانت السياسة في اليمن تتلون، فتقذف لنا أسوأ ما لديها، وكانت الثورة في قمة جموحها وقوتها ووهجها، تعطينا أجود ما لديها.
اليوم، في زمن الحرب، ضاع السيء في السياسة، وضاع معهم أجود ما أعطتنا إياه الثورة، إذ قذفت لنا الحرب الملوثين والفاسدين والمرتشين الذين يتزاحمون لافشال المخلص وصاحب الضمير في عمله وقضيته.
سلطة المال والحكم وتجار الحروب، جميعهم، يدّعون إنقاذ وطن، فكم نحتاج من الوقت، ليدركوا أنّ سلطاتهم ومليشياتهم وأفعالهم أنهكت البلد؟ كم من الجوعى يحتاج أصحاب المال، ليتوقفوا عن الاستغلال والمتاجرة بجوعنا وفقرنا الذي يتمدّد، حتى أصبح اليمن بلد الجائعين؟ وكم من أبنائنا وأخواننا يجب أن يذهب إلى محرقة الموت، حتى يتوقف المهووسون بالحكم وتجار الحروب عن الادّعاء بالانتصار لكرامتنا وآدميتنا التي أهدروها؟ في ظل وضعٍ كهذا: هل يفكر المواطن اليمني بالنجاح أم في البقاء على قيد الحياة؟
يخاف المواطن الذي لا يخاف مواجهة المليشيات المتمردة مجتمعا تتحكّم في رقابه ومصيره، الفوضى واللادولة ومليشيا مخلفات الحرب، أي ثمّة قهر يحفر في روح اليمني، يوازي في سطوته قهر المليشيات المتمرّدة.
لا يزيل هذا الخوف المسكون بالقهر سوى أن يستند المواطن إلى مجتمع تسنده دولة، دولة تكسر بهيبتها وسلطتها شهية المليشيا المتحكّمة بالواقع، حيث تظلّ الرغبة المجتمعية بضرورة الدولة مجرّد عواطف، لكن الأمنيات والعواطف الجميلة والرغبات لا تصنع دولة، بل يحتاج الأمر إرادة وعزيمة ومثابرة، ويحتاج الانتقال إلى جبهة أخرى من المعركة، تستلزم بالضرورة معرفة عقدة وأدوات الصراع التي يستند إليها هؤلاء في واقعهم، وما الذي تنقصه مؤسسات الدولة، لتتعافى وتعود قوية وقادرة على الصمود والبقاء.
ها نحن اليوم يرانا العالم، ونحن نتقاسم آلامنا وأحزاننا، ينبهرون من تكافلنا لبعضنا، وصمودنا وسط هذا الدمار، ينبهر العالم من صورة مجتمع يكره صوت الحرب الطاحنة، مكتفيا بالدعوة إلى "ضبط النفس".
1625522F-1E7D-48D4-81B7-34B05DAF0181
1625522F-1E7D-48D4-81B7-34B05DAF0181
أحمد الضحياني (اليمن)
أحمد الضحياني (اليمن)