أمسكتْ فنجان الشاي الذهبي اللون، وضعته في الحقيبة، ثم لفتّه بقطعةٍ من الملابس وهتفت مطلقةً الإنذار الأخير للأولاد كي يعدّوا حقائبهم استعدادًا للهرب والنزوح.
"لا أتخيل أن أطفالي بحاجة لي ويشعرون بالخوف وينادونني، ولست قادرة على الذهاب إليهم.. أريد أن أخبرهم أنني أحبّهم" هذا ما كتبته أم من تحت الأنقاض إلى أبنائها.
في مخيّم جباليا الصامد تسمع أحد الشباب يترنّم بأغنية لمارسيل خليفة، فيما يمسك أحدهم كتاباً لمحمود درويش، ويعلو صوته بمطلع من بيت شعر غزليّ حين تمرّ فتاة ما.
مرّت سنة على المقتلة المستمرة في غزّة، وأصبحتُ الآن بعيدة عن أشياء بسيطة تافهة للآخرين، أشياء لا تعني شيئاً للساسة والقادة؛ بيت صغير، سرير مريح، شرفة ضيقة..