كم تمتلئ أحاديثنا اليومية بالعديد من الألفاظ الأجنبية حتى أصبحنا بالكاد نتحدث لغتنا العربية الجميلة، بل وأصبح الآباء يتفاخرون بالتحدث بلغات أجنبية على الملأ مع أبنائهم...
"اللي يضربك اضربه، خد حقك بذراعك..."، من المقولات التي يكثُر استخدامها على لسان الأمهات والآباء حين يهرع إليهم أولادهم يبكون من اعتداء آخرين عليهم لفظياً أو جسدياً، خاصة في أماكن عامة مثل المدرسة أو النادي.
إن تربية الذكور من أبنائنا فى مجتمعاتنا العربية تتسم بالجدية والقسوة والبرود لأننا نؤمن أنه لكي يصير أبناؤنا رجالاً لا بد أن يحبسوا مشاعرهم، خاصة ذرف الدموع، فالعديد منا يعتقد أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الدموع والإناث...
أمي سوف أذهب للقراءة "Please don't disturb unless extremely urgent" أي أن الإزعاج ممنوع إلا للضرورة القصوى، هكذا قالت ابنتي أمينة ذات الاثني عشر عاما حين همت بدخول غرفتها لتمضية وقت ممتع مع كتابها المفضل.
وجدت أبنائى ملتفين حول التلفاز يشاهدون بتركيز مشهد تسلم المُغنية الإنكليزية الشهيرة آديل Adele جائزة أفضل ألبوم غنائي لعام 2017، لأول وهلة تخيلته مشهداً معتاداً يعج بنجوم هوليوود والأضواء والتصفيق الحاد ولكن لفت نظري...
فتشتُ بداخل صندوق ذاكرتي لأعلم من قام بـ "رَي" خلايا الإبداع بداخله كي أنتهِج نهجهُ وأقوم بالمثل مع أبنائي، وجدتُه ذلك الموقف المُتكرر منذ نعومة أظفاري، كنت أسمع مُحرك سيارة أبي ينطفئ مُعلناً عودته إلى المنزل بعد يومٍ شاق...
نكبر شيئاً فشيئاً فتشتعل مشاعرنا ونحاول إشباعها من خلال صورة واحدة، ألا وهي صورة الفارس ذي الحصان الأبيض.. أو البنت الجميلة ذات الضفائر.. أو هكذا تقوم بإيهامنا الأفلام والمسلسلات..