إن تربية الذكور من أبنائنا فى مجتمعاتنا العربية تتسم بالجدية والقسوة والبرود لأننا نؤمن أنه لكي يصير أبناؤنا رجالاً لا بد أن يحبسوا مشاعرهم، خاصة ذرف الدموع، فالعديد منا يعتقد أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الدموع والإناث.. لذا نظل نغرس في أبنائنا قناعة أن "الراجل ميعيطش.."، وهو عُرف مجتمعي خاطئ توارثته الأجيال بعيداً عن فطرتنا أو تكويننا الفسيولوجي والنفسي الذي لا يقصر خاصية البكاء على نوع دون الآخر.
يكبر أبناؤنا لتنمو بدواخلهم نبتة جافة صلبة تتساقط في مهب أول ريح.. نحسب أن الرجل كائن مصنوع من جبس وأسمنت وحديد مسلح لذا نُحرم عليه البكاء حتى تنضب مجاري الدموع بداخله.. ولا يستطيع أن يعبر عن مشاعره. نفرق ونقولب الطبيعة البشرية وفطرة الله التي فطر عليها الناس جميعاً لتكون حِكراً على نوع دون آخر.. نتمادى في جهلنا لنفرز للمجتمع رجالاً قُساة القلوب لديهم تبلد في المشاعر، والأسوأ أنهم يسخرون من المرأة حين تذرف دموعها وينعتونها بالضعف وقلة الحيلة ويتركونها "تضرب رأسها فى الحيطه.." بينما هي في أمس الحاجة إلى الاحتواء فتختل منظومة السكن والمودة والرحمة التي حثنا عليها الرحمن.
اقــرأ أيضاً
نسمع عن مآسي الأزواج الذين يضربون نساءهم أو أولئك الذين يطيحون ما حولهم من أشياء وقت الغضب.. شيء طبيعي فلا بد من تفريغ للطاقة السلبية بداخلهم، فالإنسان بداخله وعاء إن امتلأ بالمشاعر وحرم من تنفيسها تكدست لتفيض لتخنقه هو ومن حوله.. كيف لهم إذاً بتفريغ كل تلك الطاقة الهائلة وقد حرمنا عليهم تنفيسها من خلال مجرى من مجاري الإنسان الطبيعية فتفجرت في أبشع صورها من ضرب وسب وأحياناً قتل. كأننا لم نسمع عن قول الحبيب صلوات الله عليه وسلامه "ما دخل اللين في شيء إلا زانه وما نزع منه إلا شانه" و"الراحمون يرحمهم الرحمن..".
وعلى الجانب الآخر حين نسمح لبناتنا بالتعبير عن مشاعرهم، تكبر الفجوة بينهم وبين الذكور حتى يكوّنوا صورة ذهنية عن الإناث أنهن شديدات الحساسية وبالتالي يخفق الرجال في احتوائهن ويتركونهن وشأنهن وهن في أمس الحاجة لمن يلجأن إليه ويحتمين به.
كثيراً ما حدثنا العلماء عن فوائد البكاء والتركيب الكيميائي البديع للدمعة وكيف للدموع أن تساعد الجسم على التخلص من السموم. فسبحان مجري الدموع. لماذا لم نسأل أنفسنا إن كانت الدموع منافية لخصلة الرجولة لماذا لم يُمنع الأنبياء عليهم السلام أنفسهم من البكاء وهم خير البشر، فالنبي آدم (عليه السلام) بكى لطرده من الجنة، والنبي يعقوب (عليه السلام) بكى على فراق ابنه يوسف حتى أبيضّت عيناه، والنبي يوسف (عليه السلام) بكى على أبيه يعقوب في السجن حتى ضاق به السجناء، والحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بكى على ولده إبراهيم، وفاطمة الزهراء (عليها السلام) بكت على فراق أبيها.. إن من علامات الشقاء جمود العين، فالبكاء رحمة جعلها الله في قلوب عباده، القائد ليس قالباً أسمنتياً، القائد بحر من الحنان يفيض ليغمر ويجبر ويحتوي كسر من حوله.
البيئة التربوية لها تأثير كبير على السمات الشخصية والخصائص النفسية للأبناء، لذا يجب على الآباء مراعاة الأمور الآتية:
- عدم التفرقة في المعاملة بين الذكور والإناث من الأبناء، خاصة في إدارة المشاعر.
- عدم المبالغة في السماح للإناث بالتعبير عن مشاعرهم أو كبت مشاعر الذكور فتكبر البنات شديدات الحساسية ثم نلقي اللوم عليهن.
- هناك العديد من الأعراف المجتمعية المغلوطة التي تحتاج إلى مراجعة، لذا من المفيد تعليم أبنائنا على إعمال عقولهم والتحاور حتى تسهل عليهم التفرقة بين الصواب والخطأ.
اقــرأ أيضاً
نسمع عن مآسي الأزواج الذين يضربون نساءهم أو أولئك الذين يطيحون ما حولهم من أشياء وقت الغضب.. شيء طبيعي فلا بد من تفريغ للطاقة السلبية بداخلهم، فالإنسان بداخله وعاء إن امتلأ بالمشاعر وحرم من تنفيسها تكدست لتفيض لتخنقه هو ومن حوله.. كيف لهم إذاً بتفريغ كل تلك الطاقة الهائلة وقد حرمنا عليهم تنفيسها من خلال مجرى من مجاري الإنسان الطبيعية فتفجرت في أبشع صورها من ضرب وسب وأحياناً قتل. كأننا لم نسمع عن قول الحبيب صلوات الله عليه وسلامه "ما دخل اللين في شيء إلا زانه وما نزع منه إلا شانه" و"الراحمون يرحمهم الرحمن..".
وعلى الجانب الآخر حين نسمح لبناتنا بالتعبير عن مشاعرهم، تكبر الفجوة بينهم وبين الذكور حتى يكوّنوا صورة ذهنية عن الإناث أنهن شديدات الحساسية وبالتالي يخفق الرجال في احتوائهن ويتركونهن وشأنهن وهن في أمس الحاجة لمن يلجأن إليه ويحتمين به.
كثيراً ما حدثنا العلماء عن فوائد البكاء والتركيب الكيميائي البديع للدمعة وكيف للدموع أن تساعد الجسم على التخلص من السموم. فسبحان مجري الدموع. لماذا لم نسأل أنفسنا إن كانت الدموع منافية لخصلة الرجولة لماذا لم يُمنع الأنبياء عليهم السلام أنفسهم من البكاء وهم خير البشر، فالنبي آدم (عليه السلام) بكى لطرده من الجنة، والنبي يعقوب (عليه السلام) بكى على فراق ابنه يوسف حتى أبيضّت عيناه، والنبي يوسف (عليه السلام) بكى على أبيه يعقوب في السجن حتى ضاق به السجناء، والحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بكى على ولده إبراهيم، وفاطمة الزهراء (عليها السلام) بكت على فراق أبيها.. إن من علامات الشقاء جمود العين، فالبكاء رحمة جعلها الله في قلوب عباده، القائد ليس قالباً أسمنتياً، القائد بحر من الحنان يفيض ليغمر ويجبر ويحتوي كسر من حوله.
البيئة التربوية لها تأثير كبير على السمات الشخصية والخصائص النفسية للأبناء، لذا يجب على الآباء مراعاة الأمور الآتية:
- عدم التفرقة في المعاملة بين الذكور والإناث من الأبناء، خاصة في إدارة المشاعر.
- عدم المبالغة في السماح للإناث بالتعبير عن مشاعرهم أو كبت مشاعر الذكور فتكبر البنات شديدات الحساسية ثم نلقي اللوم عليهن.
- هناك العديد من الأعراف المجتمعية المغلوطة التي تحتاج إلى مراجعة، لذا من المفيد تعليم أبنائنا على إعمال عقولهم والتحاور حتى تسهل عليهم التفرقة بين الصواب والخطأ.