هكذا أشارت ابنتي على أخيها بينما كانا يبحثان عن شيء قُبيل وصول أتوبيس المدرسة بلحظات فوجدتني أحتسي كوبي المفضل من القهوة على أنغام سيدة الغناء العربي (من وجهة نظري) فيروز، فلم ترد مقاطعتي، وقررت البحث الذاتي في سبيل المحافظة على تلك اللحظات التي تقضيها الأم بعيدا عن مهامها المعتادة.
من المهم أن نُرسخ لدى الأبناء أن الأم ليست الكائن المنوط بخدمتهم 24 ساعة، وأن من حقها أن تعيش لحظات لنفسها وأن هذا لا يتعارض مع دورها المُقدس كأم تعلم واجباتها جيدًا وبعيدة كل البعد عن الإهمال أو اللامبالاة.
الوقت المستقطع للأم ليس فقط مهم لصحتها النفسية ولكن يعود بالنفع أيضاً على باقي الأسرة لعدة أسباب أهمها:
اقــرأ أيضاً
1) كما هو الحال في أي وظيفة يكون من حقنا أخذ فاصل من الدوام، بضع دقائق للصلاة أو للأكل أو للتحدث مع زُملائنا فنحن لسنا بمكينات وإلا أُصبنا بالملل، فهكذا علمنا حبيبنا صلوات الله عليه وسلامه "القلوب إذا كَلَّت عَميت.." حين نسمح للأم أن تلتقط أنفاسها من مهامها اليومية المعتادة لتعيش لحظات مع موسيقى مُحببة أو تجتمع مع مشروبها الساخن المُفضل تحتسيه على مهل، فالبرغم من أنها أعمال تبدو بسيطة ولا تتطلب غير دقائق معدودة إلا أننا نكون قد أتحنا لها الفرصة لعمل recharge أو إعادة شحن لبطاريتها الأمومية لتعود أكثر نشاطا وإقبالا على تأدية دورها.
2) أن نترك للأم تلك المساحة يُرسخ عند الأبناء وخاصة عند البنات اللواتي ينبتن وسط مجتمعات عربية تُصدر فكرة أنهن شمعات تحترق من أجل الآخرين، وبالتالي يتربى لدى البنات مفهوم مغلوط يُدعى بـ "إنكار الذات" مع أن خالقنا أوصانا بالاهتمام بحقوق أنفسنا التي سوف نُسأل عليها "إن لنفسك عليك حقاً" للأسف تنشأ فتياتنا على مبدأ أن لزوجك ولأولادك وأبناء الجيران حقاً أما هي فلا..!
3) الأم التي تكون رهن إشارة أبنائها دون أن تدري تُعلمهم الاعتمادية الزائدة، وهي سبب أساسي وراء ظاهرة انتشار الرجل "العَيّل" أو الفتاة غير المسؤولة، وغياب كل واحد منهم عن المشهد وعن القيام بالأدوار المنوطة به يؤدي بدوره إلى فشل زيجات كثيرة.
4) حين تقوم الأم بتفويض المهام المنزلية لأبنائها فهي تُعزز فيهم مهارات الإدارة، بالإضافة إلى أن توكيل المهام من شأنه مساعدة الأبناء على الشعور بأهمية دور الأم وبالتالي يستطيعون أن يُقدروا ويتعاطفوا معاها. "تذكري دائماً أنه لن يُدرك مدى معاناتك من لم يُذق طعم القيام بها".
5) أيضاً مشاركة جزء من الوقت المستقطع مع الأبناء، مثل أن تسيروا سويا في الهواء الطلق أو أن تتسابقوا أو تقفزوا الحبل، تلك مهام بسيطة قد تبدو لأول وهلة ألعابا طفولية ولكن من شأنها أن تُضفي جو من المرح والبهجة والألفة بينكم بدلا من أن تتقمصي دائما دور "الناظرة" على طول الخط.
6) صورة الأم الفوضوية التي دائما تلهث وراء إنجاز المهام ولا يوجد لديها وقت كافٍ للاهتمام بصحتها ولا بأنوثتها ولا بنفسيتها تُرسخ عند الأولاد وخاصة البنات أن هذا هو الدور الطبيعي للأم الأصيلة.
عزيزتي الأم لا تشعري بتأنيب الضمير حين تستقطعين وقتاً لنفسك، فيمكنك أن تتركي أبناءك مع الأهل أو الأصدقاء وأن تذهبي إلى مصفف الشعر أو إلى صالة الرياضة أو أن تقرئي كتابك المفضل، ويا حبذا لو تجربين رياضة اليوغا التي تعمل على صفاء النفس والروح مع رفع لياقة البدن..
ليست الأمومة قتلا للنفس بل إعطاءها حقها.. أعط كل ذي حق حقه.
اقــرأ أيضاً
الوقت المستقطع للأم ليس فقط مهم لصحتها النفسية ولكن يعود بالنفع أيضاً على باقي الأسرة لعدة أسباب أهمها:
1) كما هو الحال في أي وظيفة يكون من حقنا أخذ فاصل من الدوام، بضع دقائق للصلاة أو للأكل أو للتحدث مع زُملائنا فنحن لسنا بمكينات وإلا أُصبنا بالملل، فهكذا علمنا حبيبنا صلوات الله عليه وسلامه "القلوب إذا كَلَّت عَميت.." حين نسمح للأم أن تلتقط أنفاسها من مهامها اليومية المعتادة لتعيش لحظات مع موسيقى مُحببة أو تجتمع مع مشروبها الساخن المُفضل تحتسيه على مهل، فالبرغم من أنها أعمال تبدو بسيطة ولا تتطلب غير دقائق معدودة إلا أننا نكون قد أتحنا لها الفرصة لعمل recharge أو إعادة شحن لبطاريتها الأمومية لتعود أكثر نشاطا وإقبالا على تأدية دورها.
2) أن نترك للأم تلك المساحة يُرسخ عند الأبناء وخاصة عند البنات اللواتي ينبتن وسط مجتمعات عربية تُصدر فكرة أنهن شمعات تحترق من أجل الآخرين، وبالتالي يتربى لدى البنات مفهوم مغلوط يُدعى بـ "إنكار الذات" مع أن خالقنا أوصانا بالاهتمام بحقوق أنفسنا التي سوف نُسأل عليها "إن لنفسك عليك حقاً" للأسف تنشأ فتياتنا على مبدأ أن لزوجك ولأولادك وأبناء الجيران حقاً أما هي فلا..!
3) الأم التي تكون رهن إشارة أبنائها دون أن تدري تُعلمهم الاعتمادية الزائدة، وهي سبب أساسي وراء ظاهرة انتشار الرجل "العَيّل" أو الفتاة غير المسؤولة، وغياب كل واحد منهم عن المشهد وعن القيام بالأدوار المنوطة به يؤدي بدوره إلى فشل زيجات كثيرة.
4) حين تقوم الأم بتفويض المهام المنزلية لأبنائها فهي تُعزز فيهم مهارات الإدارة، بالإضافة إلى أن توكيل المهام من شأنه مساعدة الأبناء على الشعور بأهمية دور الأم وبالتالي يستطيعون أن يُقدروا ويتعاطفوا معاها. "تذكري دائماً أنه لن يُدرك مدى معاناتك من لم يُذق طعم القيام بها".
5) أيضاً مشاركة جزء من الوقت المستقطع مع الأبناء، مثل أن تسيروا سويا في الهواء الطلق أو أن تتسابقوا أو تقفزوا الحبل، تلك مهام بسيطة قد تبدو لأول وهلة ألعابا طفولية ولكن من شأنها أن تُضفي جو من المرح والبهجة والألفة بينكم بدلا من أن تتقمصي دائما دور "الناظرة" على طول الخط.
6) صورة الأم الفوضوية التي دائما تلهث وراء إنجاز المهام ولا يوجد لديها وقت كافٍ للاهتمام بصحتها ولا بأنوثتها ولا بنفسيتها تُرسخ عند الأولاد وخاصة البنات أن هذا هو الدور الطبيعي للأم الأصيلة.
عزيزتي الأم لا تشعري بتأنيب الضمير حين تستقطعين وقتاً لنفسك، فيمكنك أن تتركي أبناءك مع الأهل أو الأصدقاء وأن تذهبي إلى مصفف الشعر أو إلى صالة الرياضة أو أن تقرئي كتابك المفضل، ويا حبذا لو تجربين رياضة اليوغا التي تعمل على صفاء النفس والروح مع رفع لياقة البدن..
ليست الأمومة قتلا للنفس بل إعطاءها حقها.. أعط كل ذي حق حقه.