الجزائريون اليوم أمام رأيين متقابلين: رأي "دستوري" ترفعه المؤسسة العسكرية، مندّدة بكل من يرفض هذا الرأي. ورأي المجتمع الجزائري، ممثلا بقواه المنتفضة على النظام القائم، والهادف لتنحّي رئيسي الدولة الحالي والحكومة، بحكم أنهما جزء من النظام السابق.
إذا كانت الجماهير المتظاهرة في السودان تعبّر بصراحة ووضوح عن مطلبها في الحق بالحكم المدني، بما هو مغاير لحكم العسكر، فإن الأمر بالنسبة للجماهير الجزائرية ونخبها ليس بهذه الصورة من الوضوح والجلاء.
تتجاوز أزمة الحكم في الجزائر فكرة استبدال شخص بآخر، ما دام بمقدور أي حاكم قادم أن يفعل ما يشاء في ظل غياب المؤسسات السياسية الشرعية، والمعارضة القوية ذات الوزن المؤثر داخل المجتمع ومؤسسات الدولة، وفي ظل السلبية السياسية للمجتمع المدني.
عملية اتنطاق الروائي رشيد بوجدرة كانت مقصودة، وتهدف إلى ضرب صورة المثقف في الجزائر، وذلك بإظهاره في صورة الشخص المهزوز، الفاقد للإيمان بمعتقداته، والمتذبذب في مواقفه، وأن ممارسة قدر من العنف الرمزي والمادي عليه يؤدي إلى تغيير مواقفه واعتقاداته.