avata

سميح فرج

شاعر من فلسطين

مقالات أخرى

وأضاف الرجل العابر قال/ جَرَّبَ أن يغفو/ فتذكّر شيئاً يتحدّث معه/ جَرّبَ/ أن يجلس في صمت/ فتساءل كلّ الناس/ أحتاج لِسَطرٍ شِعر/ كي أعبر هذا الشارع/ أَتَذَكّر عيني أمي/ كي أعرف ما لم يُذكر في زمن لم يأت إلينا.  

18 سبتمبر 2023

تستلهم/ أو ترفع بعض ذوائبها/ تعقد منديلاً خلف الرأس وتمشي/ تنظر من شق الباب الخشبي الباهت/ لا شيء يفسر هيبتها/ تفتح باب الثلاجة/ تقفلها/تتراجف/ تقرأ آخر سطر من بعض رسائلها، المخبوءة/ تصغي/ وتُنَفّض أرديةً/ وتلوذ إلى كل سماء.

29 مايو 2023

قالت أمٌّ للولد الذاهب تحت حقيبته:/ "كان الله بعونك"./ وتشاهد ما كان رهيباً./ كانت كفّاها راجفة،/ وهواء مكتظّ يتوجّس،/ "كان الله بعونك"./ يتدحرج في طُرق ضيّقة، بعض كلام،/ نتعرّج،/ ونعيد الأحرف أو بعض خطانا للكلمات.

20 سبتمبر 2022

وينزّ التلفاز كلاماً زلقاً،/ صورته تبدو عاثرة / في المنزل دفتر إملاء مفتوح، مبتلٌّ في قاع الصفحة. قالوا: أحلام الأطفال حريرٌ، أو قيل رخامٌ، والنرجس يتراءى أو يلمع في ماء والقاع محار. / في المنزل أسئلة تضع الرأس طويلاً بين يديها.

12 يوليو 2022

أمشي وحدي كي أصدّق/ ثم أجْمع ما تساقطَ من حروف/ فلقد تكون مَلاذنا/ أو قد تكون الفائقَ المكنونَ ما تحتَ الغبار/ أو قد تكون السيرة العجفاء، ما كنّا وما كانت/ أو قد تكون/ أو هكذا قالت لنا الأيامُ، والتفّتْ قليلاً/ كنّا نحدّق في دخان الوقت والزمن الخبيء.

23 يونيو 2022

في الليل صوتٌ قد تسرّب واضحاً/ قالت ممرّضةٌ/ الضوء منسكبٌ علينا/ والباب، نصفُ الباب مفتوحٌ/ ونصفٌ كان يأخذه الغناء أو التبتّل في الكلام/ هيا استمرّي/ قولي حطامك، فالبهو يحفظ سرّنا/ قولي حطامك إننا/ نحن التشابهُ في الحطامْ.

28 اغسطس 2021

إنها بيتا إذاً/ أغدقتِ يا بيتا علينا/ بيتا تُعلّمنا القراءة والكتابة/ بيتا تُعلّمنا انتصارات المهابة/ كانت وتصعد/ واحتفاءات المساءات العتيدة/ والرغيدة/ في كلّ يوم كنّا نضيف خرافةً/ ونصوغ أسئلة وأجوبة جديدة/ ونعيش شيئاً من مهرجانات التوجّس والمحبّة.

10 يوليو 2021

تعرفه الطرق الفرعية. خالية حيناً، أو حين يلوذ الناس إليها، ولدٌ مختصَرٌ، مختصَر جداً ■ كم كان الوقت رشيقاً، هذي المرّة..........! ■ كيس من خيش يتحرك في الجهة الأُخرى. رجلٌ، تحت الكيس تماماً يَتململ، أو يحشر جثته أو دمعَته، يكتم أَنَّته، يتكتّم.

14 مارس 2021

كان أنيقاً/ حين تَودّعنا، أعرف أن الرمل سيفتح شهوته، لكنا/لا نملك إلا قلباً يتبصّر في كل مكان أو يبحث/ عن ضَوء حتى لو كان شظايا/ يَستجلس غيباً/ ويقول كلاماً، شبه كلام لفراغ/ يتناول أسئلة ويميل عليها، يمسح أتربة عنها...

13 فبراير 2021

صاحبة البقّالة كانت، تسند مطلع أُغنيةٍ بيديها/ وتقول لَعلّ الدنيا/ وكذلك كانت تنساب بعيداً وتُحرّك غيباً/ وتعود لتحمل كيس الخيش الفارغ وتُنَفّض أيضاً/وتُحرّك نصف العين إلينا/ لا تَخدِش/ أو تُخدَش، تنساق إليها أمكنة وظلال بلاد، تَسرد صفحتها الأولى...

05 سبتمبر 2020

كنّا/ نتلَمَّس أنفسنا، نتقاتل معها/ وتقول الأقدام بأنّا كنّا نستقرئ بعض خدوش باهظة/ وتقول الجُمل المذبوحة كنّا بالأمس سوياً، أَتَذَكّر/ أنّا كنّا بالأمس سوياً ■ ويقول الوقت المتَجعِّد/ لا أبحث عن أجوبة/ أعرف أنّي لا أكتب في ورق أبيض.

06 يوليو 2020

أغمض كل جفوني،/ أتلمس كل مساربنا، استجمع بعض المخبوء لدينا/أفتح كل جفوني/والوقت خرافي،/تغمرني ذاكرة تحفظ ما كان تراكم فينا/أرتاح طويلاً في صوتك يا أمي/ وأعيد كلام جبال بلادي:/هذا يوم/ يتلامع صوت، أزمنة، هذا يوم
أسند ظهري بقصيدة شعرٍ./ أو بعض قصيدْ.

20 ابريل 2020

كل الأشياء ارتجّت، وحروف تدخل شبه حروف كانت، صَلَف منتشر، يتلامع كل صقيل لبسوا أو حَمَلوا، قلبي يدخل زاوية نائية، يَخرج من أخرى، شرخ في جسدي... أغلقه، كتب وارفة، وصدوع جبال أعرف كيف توارى النرجس فيها.

16 فبراير 2020

ليس الأدب الفلسطيني فقط بما كُتب وما زال يكتب داخل فلسطين تحت الاحتلال. وليس أدب المقاومة الفلسطينية هو ما لامَسَ المقاومة في جغرافية فلسطين فقط. ألا تعتبر قصيدة "لا تصالح" لأمل دنقل شجرة سامقة ودائمة الحضور وبقوة في وجدان المقاومة؟

26 اغسطس 2019

جرَّبَأن يَخلع ساعتهُ، مُثقَلَةٌ يَدهُ/ جرَّب أن يأخذ شيئاً من خَبَر، فتفجأ بالهوّة، مدهشة/ جرَّب أن يغفو فتذكَّر شيئاً يتحدث معه/ جرَّب أن يصحو، فَتَقَلَّب/ جَرَّب
أن يفتح باب السيّارة، فَتَقابَضَ معه/ جَرَّب أن يجلس في صَمْت، فتساءَلَ كل الناسْ.

18 اغسطس 2019

دَلَفت إلى الحَلّاق طَيّب القلب، ومن غير إفراط في شرح ناولني قُطْنَة وبعض المعقم، وتدبرت أمري، ولعل كل هذا قد ذكّرني بارتطامات متنوّعة جاءت في أزمنة وسياقات مختلفة، لم يَسل الدم من أي من تلك المتون، ولم يلتمع ولم يَنْسرِب.

20 يونيو 2019

تجلس وحدك/ ساعات الوقت المتأخر ليلاً/ فهنالك أيام ما زالت تنظر فيك وتصغي.■ الفجر كلامٌ، والبحر كلامْ/ والملح كلامٌ، والقمح كلامٌ/ ودموعك يا أُمي شيء لا يشبه هذا.■ منعرج يتلوى فينا، شَرِسٌ/ يتعصّر فينا، يَعْصرنا، ويخبِّئ شيئاً في رئتيه.

31 مايو 2019

لم أعلم/ أن الماء شفيف مثلك يا أحمد، قالت/ أو كاد يكونْ ■ يتحرّك باص السجن صباحاً فجراً/ والحزن تكدَّس فينا/ صور، ذاكرة، شَغَف/ وسلام أخشى أن أنسى هذا أو هذي/ وجبال واقفة فينا، وجبال جالسة تقرأ أو تكتب.

22 ابريل 2019

يتلمّس مفردة/ يحملها بِدلال وخشوع/ كتب، ليست من ورق/ نصغي لكلام/ يهدر فيها، أستاذ/ يسأل أسئلة غائرة/ عيناه تدانت منّا/واجتمعت فينا/ وانسربت نحو بلاد، أستاذ/ يتنفّس من قاع الدنيا، يتحدّث/ مع أمكنة شاهقة/ ينظر في شيءٍ/ كان تبقّى في يده.

06 ابريل 2019

كانت مساحة الجغرافيا تنحسر، والمفردات المكتظة باللوز تُغرق وترسل الصمت البهي حيث تشاء. ودائماً تأسرني صرامتي التي تقول بأن للقصيدة كبرياء لا ينتهي بالقراءة. كنا نعود إلى ذواتنا التي أُخذت بهيبة الشعر وأدعية الأمهات. ولاحظنا أن الشوارع تجلس في أماكنها.

27 نوفمبر 2018

يستبدل فاصلة بشجيرة لوز أو كينا ليشاهد أبعد مما يُكتب، "يَتقَربَط"، قالوا،"يَتفَرقَط" ويفكّ السّاعة عن يده، ثم يعود إليها، سأفتش عن شظف مختلف، يغلق هذي الفكرة، أو تلك البوابة ويعلق شيئا في مسمارٍ قد دُقّ قديماً في صَلَف الحائط.

25 اغسطس 2018

نشاهد شيئاً غير الأحرف في تلك الجملة، ونشاهد أنفسنا من غير زجاج أو شِعر، ولد يقرص أغنية، ولد مُنسكب ويُجَمِّع أحرفه فوق جدارٍ، تنساق إلينا طرق مفزعة، ننظر في الداخل منا، نتذكر أنا كنا نتعلم من كل الشجر الناشف.

18 مايو 2018

سمعته يتحدّث عن بيت للمسنّين، كنت حريصاً أن تذهب الأيام إلى مفرداتها، أضع حجراً فوق كل مفردة لكي أعود إليها، فأجمع ما تحت الحصى، فأنا جالس أقرأ وأستقرئ فقط. وربما أفرك المفردات بأصابعي لكي أصدق، رغم أنني كنت أصدق.

29 نوفمبر 2017

الحفرة في نفس الموقع، والخيبة في نفس الموقع، وضجيج الأسبوع الماضي، وخدوش الأخبار تماماً، في نفس الموقع.■ وطبيب يغلق شباك الحجرة فهنالك...، يضع السمّاعة في يده اليمنى، يَتَنَحنَحُ أيضاً/ يتأمل ذياك الولد اليابس، والحظ اليابس/ ويقول تـنَفَّس/أعمق. كَمان/أتنفس ماذا؟

18 يوليو 2017

هذي المقولة سوف تفتح قصة مجنونة/ هذي المقولة سوف تجلس وحدها/ هذي المقولة سوف نرفعها صباحاً/ هذي المقولة سوف يعجبها كلامي/ هذي المقولة سوف يغضبها الكلامْ/ وبقيت أحتسب الفجاءات الرهيبة كلها/ هذي المقولة سوف نأخذ بعضها، أو كلّها.

07 يونيو 2017

والقراءة داخل المعتقل تدفعك إلى استنهاض كل ما لديك من مكنونات، واستشراف أزمنة بتفصيلاتها، واستخدام وتسخير طاقاتك في الاستدعاء والتحليل وصناعة الآفاق، وتحريك الجغرافيا ربما بالأصابع والأسئلة، والقراءة الجادة ليست مجرد عادة للاستمتاع وصناعة الجماليات وتهذيب ما يلزمه التهذيب.

15 مايو 2017

هكذا...؟ دعني أفسّر! أدري بأنك قادم من قاع وقت مرعب، كل الحكايا أخبرتنا/ فاذهب وجرّب أن تنامْ/ الآن اذهب...! أمشي قليلاً، وأدير رأسي/ فلعل أمراً مدهشاً/ سيجيء يقلب قصتي/... أمشي قليلاً/ وأحسّ شيئاً في يدي/ كل الزجاج مهشّم/ كل الكلامْ.

19 يناير 2017

وتقول القصة أن الرجل الغارق/ والمغرق أيضاً/ بعد الأمتار الخمسة/ كان يَسُحُّ دموعاً/ والمرأة كانت تمسح خدّيها/ ويقول جدار متكئ/ أو يشهد/ أن سؤالاً وجواباً قد دلفا في نفس اللحظة.

11 ديسمبر 2016

وضعت فوق أول الكلام صخرة كبيرة، وكنت رائقاُ، وعشت يومها، وكان صوت ناينا الذي يَئنّ أو يَجوس في "هناكَ"/ يستريح/ كان يستريح/ كلما تهالكت يداهُ/
ثم يستعيد ظلَّه من الدخان، والجبال دائماً، ومن شهيّة الخيالْ/ ويَجمع القصائد المشردة.

15 نوفمبر 2016

وأيضاً، تقول البلاد بأنّا... وتَسكُت، أَفهمُ/ أفهمُ أنّي/ وأفهم أنّا، فأمشي، وأسند وقتي بغيبٍ، وبعض الأغاني القديمة، أيضاً/ وأنظر خلفي، أنظر حولي، أنظر نحوي/ وقلبي الصّموت يسير بعيداً، يقول كلاماً غريباً ويذرف شيئاً غريباً.

06 يوليو 2016

وأعود نحو الحزن يعرفني تماماً: أين اختفيت وما السبب؟ ويشدّني ويقول شيئاً،
ثم يسترخي قليلاً، ويحدّث القمم البعيدة كي أرى/ ويقول أهلاً صاحبي: لا تبتعد
إياك في هذا الزمان فإنني... وأنا حبيبك دائماً، وأنا أخاف على الأحبّة كلهم، وأنا أخافْ.

14 يونيو 2016

وتحدّثنا أيضاً عن جدران المنزل التي اختفت، تحولت إلى لغة، وأعطت الشمس حظوة الدخول حيث تشاء، وتحدّثنا عن الأصدقاء الكتّاب، وعن الخيمة الصغيرة التي جاءت لتقول أو تشي وتفترش الإغراق في التأمل، وأشعرته بأن بإمكانه تناول جميع المكالمات التي يشاء.

20 مارس 2016

هل تذكر أني قد كنت دفعت الأجرة يا سيّد؟ فيجيء الصوت الصارم
أو ذاك المجهد/ يتحدر يبدو من سفح خراب يحمل أوزار الدنيا كاملة/ يتدحرج/ فيقول بأني لا أذكر وأقول بأني لا أذكر/ فأمد ذراعي ثانية، وأعود لجيبي: ورق، مفتاح،فاتورة ماء.

30 ديسمبر 2015

أحب أن أسير أو أواصل الخروج عن رتابتي/ وكان كل ما امتلكت إنه معي/ حدائقي/ مشانقي معي/ مسافتي عن افتتاح صفحة جديدة معي/ خرائبي التي حفظتها، شواهقي معي/ تعثّرات من أحبهم/ كلام من تحدثوا عن البلاد، تينها ولوزها جميعهم معي...

01 ديسمبر 2015

يسحب قامته رجل، يتأنّى/ يمشي/ يلتفّ قليلاً/ يتأفف، كَلّا.. قالت/ وتُفكّر.. تلك المرأة: لو أني.../ اسمع..! كم كيلو بدّك! اسمع! ولماذا.. يتجادل رجل معها، مختلف، شو هل... تنفرط الجملة منها.. تَجمعها/ قد لعن الله الشيطان المتمترس تحت الـ/ ألسن.. آهٍ...

06 اغسطس 2015

لا أفهمُ كيف انساقت كل الأيام إليهم، وكذلك لا أفهم كيف الـ...! إِلعبْ يا شاطر!
إِلعب! يسلخُ بالفخذ اليمنى يده... يلطشها/ ويخاتل لكن الموقف ملتبس جداً،
صعب/ نافرة هذي الأرقام المجنونة، أتقارب معها تجفل مني وكأني،
ويضيف كلاماً/ يتحسّرُ/ يتأنّى ثانية.

25 يوليو 2015

الآن إنهم معي/ أواصل الجلوس، إنهم ثلاثة معي: تلفازُ منزلي الذي ما زال يَستَبيحني، معي، قصيدةٌ، لئيمة أحبها أظن أنها تجوس منزلي بلا هوادة، وغير منزلي وَثالثٌ/ يا أيها السؤال أنت ثالثٌ، وعاشرٌ، وأولٌ.

08 يوليو 2015