وتتكتم السلطات العراقية وقيادات مليشيات "الحشد الشعبي" في بغداد على وصول جثث أفراد المليشيات الذين يقضون بمعارك إلى جانب قوات بشار الأسد والحرس الثوري الإيراني، وتمنع النشر في كل ما يتعلق بهذا الخصوص.
وكشف مسؤول عراقي بارز في حكومة حيدر العبادي، لـ"العربي الجديد"، أن "83 عراقيا قضوا في سورية خلال الشهر الماضي، وهناك آخرون بقيت جثثهم في مناطق القتال ولم تنتشل"، لافتاً إلى أن "شهر أكتوبر شهد ارتفاعا في عدد قتلى المليشيا مقارنة بشهر سبتمبر/أيلول الذي سجل 61 قتيلاً".
وأوضح المسوؤل أن "عملية نقل جثث القتلى جرت عبر مطاري بغداد والنجف وسط تكتم شديد"، مضيفاً أن "بعض الجثث بقيت ثلاثة أيام في مطار دمشق، ولم تنقل للعراق، ووصلت بحالة سيئة بتقصير واضح من نظام الأسد".
في المقابل، اعتبر عضو لجنة دعم الأسد، وهي لجنة شكلت في النجف يتزعمها أفراد مليشيات عراقية وممولة من إيران ومتورطة بإرسال مئات الشبان إلى سورية للقتال هناك، وائل العلي، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، عبر الهاتف، أن "القتلى سقطوا من أجل الإنسانية".
وتابع: "لا يمكن اعتبارهم مجرد أرقام بل تعبيد لطريق المسلمين نحو القدس والقضاء على حلفاء اليهود في كل مكان"، رافضاً تأكيد الرقم الحالي لعدد قتلى المليشيات هذا الشهر، قائلاً: "قد يكون الرقم أقل أو أكثر، وهو غير مهم مقارنة بحجم القضية".
إلى ذلك، أكّد مسؤولون محليون في النجف أن مقبرة "دار السلام" المخصصة لقتلى المليشيات الذين يقتلون في العراق أو سورية استقبلت أكثر من 80 جثة قادمة من سورية.
وقال عضو في مجلس المحافظة، طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "الجثامين تصل باستمرار، ونعم للأسف خلال الشهر الماضي كانوا عشرات، أكثر من 80 قتيلا".
واستدرك في الوقت نفسه: "لم يسأل عنهم أحد، لقد تم تجنيدهم مقابل حفنة دولارات دفعها الإيرانيون، وكان العراق أولى بدمائهم وتضحياتهم هذه، فالموصل أقرب لهم من حلب".
وأضاف: "السؤال الذي يتبادر لأذهان الجميع وخاصة ذوي القتلى، ما دخلنا بسورية، إن كانت إيران تحب الأسد وتريد بقاءه، هل العراق تحرر من داعش حتى ترسل أبناءنا لدعم بشار؟".
وتوجد في سورية 13 مليشيا عراقية بمجموع عناصر يتجاوز 10 آلاف مسلح جميعهم من العراقيين ويخضعون لإشراف مباشر من قيادات وضباط بالحرس الثوري الإيراني في صورة مشابهة لوضعهم بالعراق.
ومن أبرز تلك المليشيات التي تقاتل حالياً في حلب، "لواء أبو الفضل العباس ولواء أسد الله الغالب وكتائب حزب الله العراقي وكتائب سيد الشهداء وفيلق الوعد الصادق ولواء كفيل زينب وحركة النجباء وقوات الشهيد محمد باقر الصدر ولواء ذو الفقار وفوج التدخل السريع ولواء الإمام الحسين ولواء المؤمل وكتائب الثأر". وترتبط أسماء تلك المليشيات بجرائم قتل وسرقة وانتهاكات في سورية.