79 % من الفرنسيين يعتقدون بنظريات المؤامرة

09 يناير 2018
19% يشككون بالرواية الرسمية بخصوص الهجمات الإرهابية(مارتين بورو/فرانس برس)
+ الخط -
ثمانية فرنسيين من أصل 10، أي 79 في المائة منهم، يعتقدون بواحدة أو أكثر من نظريات المؤامرة المتداولة. وكشفت دراسة حديثة أجراها مركز "إيفوب" الفرنسي للدراسات واستطلاعات الرأي لصالح مؤسسة جان جوريس ومرصد مراقبة المؤامرة، أن الظاهرة كبيرة الحجم وتؤثر على عدد متزايد من الشباب الفرنسي.

وتداولت مواقع فرنسية معطيات الدراسة التي نُشرت أمس الإثنين، معتبرة أن الموضوع في قلب الأحداث السياسية الحالية في البلاد. إذ أنه بعد ثلاث سنوات على هجمات يناير/كانون الثاني 2015 في باريس، وأقل من أسبوع على إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه على إقرار تشريعات لمواجهة "الأخبار الملفقة" خلال فترة الانتخابات، تأتي الدراسة لتسلط الضوء على آراء الفرنسيين ومدى حساسيتهم تجاه الأخبار الكاذبة.

وأظهرت الدراسة أن 79 في المائة من الشعب الفرنسي يتعلقون بواحدة على الأقل من نظريات المؤامرة الأكثر انتشارا، وأن 34 في المائة من الفرنسيين يعتقدون بأربع منها على الأقل، وأن 13 في المائة يقرون بما لا يقل عن سبع من تلك المؤامرات المتداولة في الأوساط الفرنسية.

وأجرى الباحثون اختبارا على عينة من "نظريات المؤامرة" على نطاق واسع في المجتمع الفرنسي. وأوضح رودي رايشتشتات، مؤسس "مرصد مراقبة المؤامرة"، أن عمله على الدراسة استغرق 10 أعوام، "واخترت أهم النظريات، تلك الأكثر رواجاً وانتشاراً في المجتمع".

ويشير، على سبيل المثال، إلى أن شخصاّ فرنسياً من كل اثنين يعتبر أن وزارة الصحة الفرنسية متواطئة مع صناعة المستحضرات الصيدلانية لإخفاء الآثار الضارة للقاحات على السكان، وأن واحداً من كل ثلاثة فرنسيين يعتقدون أن الإيدز اختُرع في فرنسا. وما يقرب من واحد من كل عشرة يعتقدون أيضا أنه "من الممكن أن تكون الأرض مسطحة"، ويتفق 54 في المائة من الفرنسيين مع القول بأن "وكالة المخابرات المركزية الأميركية متورطة في اغتيال الرئيس جون كينيدي في دالاس".

ومن "نظريات المؤامرة" التي يؤمن بها 17 في المائة من الفرنسيين بالمطلق، أن الولايات المتحدة طورت سلاحاً سرياً قادراً على إحداث أعاصير وعواصف وتسونامي في كل أنحاء العالم. وأن 16 في المائة متأكدون أن الأميركيين لم يصعدوا إلى القمر، وأن وكالة "ناسا" اختلقت صوراً واختبارات زائفة عن رحلة أبولو إلى القمر.  


وفي ما يتعلق بالإرهاب، فإن 19 في المائة من الفرنسيين، أي نحو واحد من كل خمسة، لا يزالون يشككون في "الرواية الرسمية" المتعلقة بالهجوم على شارلي إيبدو. ويرى بعض الفرنسيين أن "أحزمة من الظلال تخيّم على الحادث"، وأن من غير المؤكد والمحسوم أن "تلك الهجمات خطط لها الإرهابيون الإسلاميون وحدهم".

وبيّنت الدراسة أن نظريات المؤامرة الرائجة تلقى الدعم والتأكيد من 27 في المائة ممن هم دون سن 35 عاماً، في حين ترتفع النسبة لدى الفئة الأصغر، إذ يؤكدها 30 في المائة ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً. واستنتجت الدراسة أن الشباب أكثر امتصاصاً واقتناعاً بنظريات المؤامرة من كبار السن.



وبالنسبة لرودي رايتشتات، فإن هذه النتائج "تؤكد أننا نواجه جماعياً ظاهرة ملموسة وواسعة الانتشار أيضاً، تخترق المجتمع بأسره بدرجة مقلقة".

وأوضح رايتشتات أن نجاح انتشار نظريات المؤامرة، في السنوات الأخيرة، ترافق مع عدم الثقة القوية في وسائل الإعلام والبنى الديمقراطية في البلاد.

ولفت إلى أن 25 في المائة ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أن "وسائل الإعلام على الصعيد العالمي تعيد بناء معلوماتها بطرق صحيحة، ويكون باستطاعتها تصحيح ما تنشره عندما تخطئ".



من جهة أخرى، فإن أكثر من ثلث المستطلعين لا يثقون في نتائج الانتخابات التي نظمت في فرنسا: 35 في المائة منهم لا "يوافقون" على أن "الانتخابات في فرنسا منظمة بطريقة شفافة بما فيه الكفاية وآمنة لتجنب الغش وضمان الدقة في احتساب الأصوات".

والأسوأ من ذلك، يعتقد 9 في المائة أن دور وسائل الإعلام هو أساساً لرفع الدعاية الكاذبة اللازمة لإدامة "النظام".

وأجريت الدراسة على عينة من 1000 شخص يمثلون السكان البالغين الفرنسيين، تشكلت وفقا لطريقة الحصص، واستكملت من عينة ثانية من 252 شخصا تحت سن 35 عاما.

(العربي الجديد)



المساهمون