الأمم المتحدة: 7.7 ملايين شخص معرّضون لسوء تغذية حاد في جنوب السودان

18 نوفمبر 2024
قياس سوء التغذية في إحدى العيادات المتخصصة، جنوب السودان، 29 نوفمبر 2023 (لوك دريي/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه جنوب السودان أزمة غذائية حادة، حيث يتوقع أن يعاني 7.7 ملايين شخص من سوء التغذية في العام المقبل، بسبب الفيضانات الكارثية وتدفق اللاجئين من السودان المجاور.
- تعاني البلاد من شلل سياسي وفساد، مع تأجيل الانتخابات وتأثر الاقتصاد بانفجار أنبوب نفط رئيسي، مما أدى إلى تدهور العملة وارتفاع الأسعار.
- تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 63 ألف شخص سيواجهون "كارثة" غذائية، مع استمرار العنف والأزمات المناخية في تفاقم الوضع الإنساني.

أفادت الأمم المتحدة بأنّ نحو 7.7 ملايين شخص في جنوب السودان معرّضون لسوء تغذية حاد في العام المقبل، وهو ما يعني نحو 60% من سكان هذا البلد الذي يعاني العنف والكوارث المناخية. وقد تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان التي تُعَدّ أفقر دول العالم، بسبب أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة منذ عقود ووصول أعداد كبيرة من اللاجئين من السودان المجاور الذي يعيش حرباً منذ منتصف إبريل/نيسان 2023.

وتوقّع أحدث تقرير أصدرته الأمم المتحدة، استناداً إلى التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (آي بي سي) الذي يتضمّن خمسة مستويات لعتبات الجوع، زيادة في عدد الأشخاص المعرّضين لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد. ويقدّر آخر تقييم للوضع أنّ 7.69 ملايين شخص، من ضمنهم 2.1 مليون طفل، سوف يواجهون في إبريل/ نيسان 2025 خطر "عدم التمكّن من استهلاك كمية كافية من الغذاء الأمر الذي يعرّض حياتهم أو سبل عيشهم لخطر فوري" (أي في المستوى الثالث أو أكثر)، في مقابل 7.1 ملايين شخص في هذا العام.

وبحسب التقرير الأممي نفسه، سوف يجد 63 ألف شخص، من بين هؤلاء البالغ عددهم 7.69 ملايين، أنفسهم في وضع "كارثة" غذائية من المستوى الخامس، الذي يسبق المجاعة.

وفي هذا الإطار، أفادت مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان ماري إلين ماكغروارتي، في بيان، بأنّ "عاماً بعد عام، نلاحظ أنّ الجوع يصل إلى أعلى مستوياته في جنوب السودان". وأوضحت أنّه "عندما نعاين المناطق التي تشهد أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي، يتّضح أنّ السبب الرئيسي يعود إلى مزيج من اليأس والنزاع والأزمة المناخية".

ويواجه جنوب السودان المعرّض للكوارث المناخية أسوأ فيضانات منذ عشرات السنين، أدّت إلى نزوح 380 ألف شخص وتضرّر 4.1 ملايين آخرين، بحسب بيانات مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

كذلك يتوجّب على جنوب السودان التعامل مع 810 آلاف شخص وصلوا إلى البلاد، بعدما فرّوا من الحرب التي اندلعت في السودان المجاور، وفقاً لبيانات أخيرة نشرتها الأمم المتحدة.

وعلى الصعيد السياسي، يعاني جنوب السودان الشلل وينخره الفساد والخلافات الناجمة عن الحرب الأهلية فيه التي أدّت إلى مقتل 400 ألف شخص ونزوح الملايين ما بين عامَي 2013 و2018. يأتي ذلك في حين أنّ حكومة جوبا أرجأت، في سبتمبر/أيلول الماضي، أوّل عملية انتخابات في تاريخ البلاد كانت مقرّرة في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وذلك لمدّة عامَين.

من جهة أخرى، تعرّض اقتصاد جنوب السودان إلى ضربة كبيرة حرمته من مصدر عائداته الرئيسي، عندما انفجر أنبوب رئيسي للنفط في السودان في فبراير/شباط الماضي، الأمر الذي أدّى إلى تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية.

(فرانس برس)

المساهمون