ولا يعتبر تعذيب الإنسان على يد أخيه الإنسان منذ القدم، الحقيقة الوحشية الأكثر إثارة للقلق، بل تطوُّر وسائل التعذيب شيئًا فشيئًا حد ابتكار أجهزة مخصصة لإيلام الضحايا، وأذيتهم حتى من دون إراقة نقطة دم واحدة، لإرضاء حاجة المجرمين المنحرفة والمتكررة بتعذيب ضحاياهم من جديد... في ما يلي قائمة بأغرب 5 طرق:
1- التعذيب بالدغدغة:
يعتبر الضحك رد فعل طبيعيا عند شعور الإنسان بالسرور، إلا أنه قد يتحول إلى تعبير عن الذعر والألم عندما تكون الدغدغة قسرية وتستمر لوقت طويل، مما قد يتسبب للضحية بألم جسدي وعقلي حقيقي، ويدفعها للخضوع، وهذا ما جعل بعض الحضارات تستغل هذا الأمر في تعذيب الأسرى.
وكانت هذه الطريقة بالتعذيب شائعة جدًا في العصور الوسطى في الصين، خلال فترة حكم عائلة هان، وكانت تطبق عند الحاجة لعدم ترك ندوب على جسد الضحية، بخاصة في حال استجواب أشخاص يرتبطون بالعائلة المالكة أو عائلات أخرى ذات مركز مهم، كما استخدمها الرومان القدامى بأسلوب أكثر توحشًا، إذ كانوا يغمسون أقدام الضحية بمحلول ملحي ويجعلون ماعزًا تلعقها، وفقًا لموقع "سكوب هوب".
2- التعذيب بالموسيقى:
لم يتورع المستبدون في أساليب تعذيبهم الوحشية حتى عن تحويل أكثر الأمور المرتبطة بسعادة الإنسان كالموسيقى، إلى سوط يجلد أرواح وعقول المعتقلين.
وذكرت الموسيقى في جميع شهادات الناجين من معسكرات الاعتقال النازية كوسيلة تعذيب لعبت دورًا مهمًا في تفاقم حالتهم النفسية والجسدية، إذ كانت تبث أنواعا صاخبة منها كالمقطوعات الأوركسترالية، أثناء مغادرتهم إلى العمل في الصباح وعودتهم إلى المخيم في الليل، أو أثناء اقتياد الضحايا لمعاقبتهم أو إعدامهم، وفقًا لموقع "أب فينو".
كما كشفت عدة تحقيقات نشرتها صحف عالمية مثل "ميك"، "تايم" الأميركية و"تيليغراف" البريطانية، أن وكالة الاستخبارات الأميركية CIA استخدمت الموسيقى في السجون التي تشرف عليها كوسيلة تعذيب نفسي، إما عن طريق ترك المعتقلين في الظلام تحت رحمة أنواع صاخبة منها تبثها مكبرات الصوت طيلة الوقت مما سيجعلهم يقاربون الجنون ويعترفون بأي شيء، أو عن طريق إجبارهم على الاستماع لأغنيات تهين معتقداتهم وتنتهك ثقافاتهم وتحط منها مثل بث مقاطع موسيقية محددة على مسمع سجناء مسلمين في أول أيام رمضان، أو بث أغنية "Dirrty" لكريستينا أغيليرا وريدمان، والتي اشتهرت بمحتواها الجنسي، كنوع من الإذلال الجنسي الممارس على المعتقلين، وفقًا لموقع "ehne".
3- التعذيب بالإعدام المزيف:
تندرج كل أساليب التهديد بالموت الوشيك أو محاكاة قتل الضحايا، كعصب أعينهم وتوجيه مسدسات فارغة إلى رؤوسهم، تحت فئة التعذيب بالإعدام الوهمي أو المزيف، التي من شأنها التأثير في حالتهم النفسية وصحتهم العقلية مدى الحياة.
ويحظر الدليل الميداني للجيش الأميركي على الجنود بشكل صريح تنفيذ عمليات الإعدام الوهمي، إلا أن العديد من التقارير توثق حدوث تجاوزات وحشية بهذا الخصوص، كإجبار بعض المعتقلين العراقيين على حفر قبورهم الخاصة وتظاهر الجنود بأنهم سيطلقون عليهم النار خلال غزو الولايات المتحدة للعراق.
ويعتبر الكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي أحد أشهر الأشخاص الذين تعرضوا للتعذيب بالإعدام المزيف، إذ اقتيد عام 1849 ليعدم رميًا بالرصاص بسبب أنشطته السياسية، إلا أنه وجد نفسه بدلًا من ذلك متجهًا إلى معسكر عمل في سيبيريا، وهذا ما أثر فيه طيلة حياته، حيث ركز في العديد من رواياته على المجرمين والعنف والمغفرة، وفقًا لموقع "ساينس دوت هاو ستاف ووركس".
4- التعذيب بقطرة بالماء:
يعتبر التعذيب بالماء من أشهر الطرق التي استخدمت في السجون الصينية والإسبانية، وقد تبدو غريبة وغير مؤذية للوهلة الأولى، إلا أنها من أسوأ أنواع التعذيب النفسي. وتعتمد على تقييد الضحايا لمنعهم من الحركة، ثم إسقاط نقاط متتالية من الماء ببطء وبشكل مستمر على منطقة واحدة من جباههم (لقربها من الدماغ)، وهذا ما يكون محتملًا في البداية، إلا أنه يتحول إلى أمر مؤلم نفسيًا وجسديًا مع الوقت بسبب الضغط العصبي لنقاط الماء على نقطة واحدة من الجبين، بخاصة مع رؤية الضحايا قطرات الماء وهي تسقط عليهم وتخيلهم أنها تتسبب بنشوء تجويف في المكان الذي تقع فيه، وفقًا لموقع "سكوب هوب".
تعذيب بالمشي:
لن يتخيل كل أولئك الذين يستخدمون أجهزة المشي الرياضية اليوم أنهم دفعوا المال لقاء أجهزة كانت تستخدم في تعذيب الأسرى في القدم، لاستغلالهم في إنتاج الطاقة اللازمة لطحن الحبوب أو رفع الأوزان الثقيلة قبل اختراع الآلات التكنولوجية. واستخدمت هذه الأجهزة للمرة الأولى في ذروة حكم الدولة الرومانية في القرن الأول الميلادي، لعقاب المحكومين بالأشغال الشاقة، كما صنعها المهندس البريطاني ويليام كوبيت في العصر الفيكتوري لاستغلال طاقة المساجين لأغراض إنتاجية، إلا أنها طبقت بشكل متوحش بغية التعذيب فقط، قبل أن يحظر استخدامها وفقًا لقانون السجون عام 1889، وفقًا لموقع "لايف فيتنس".
(العربي الجديد)