وتركزت أعنف المواجهات في بلدة سلوان، مسقط راس الشهيد عبد الرحمن الشلودي، المتّهم بعملية دهس المستوطنين قبل أيام، وفي حي الثوري المجاور، وأحياء راس العمود شرقي البلدة القديمة، وجبل المكبر، وصور باهر، ومخيمي شعفاط وقلنديا، وبلدة العيسوية.
في موازاة ذلك، لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثمان الشهيد الشلودي، في وقت رفضت عائلته تسلم جثمان نجلها استنادا لقرار محكمة الاحتلال في القدس الذي اشترط تسليم الجثمان للعائلة عند منتصف هذه الليلة، بحضور 20 فرداً من عائلته فقط.
وأكدت العائلة، في بيان صادر عنها، وفي تصريح سابق لوالد الشهيد لـ"العربي الجديد" أمس، أنها لن تتسلم الجثمان وفق شروط الاحتلال، حتى ولو دفن في مقبرة الأرقام، كما كانت هددت سلطات الاحتلال في وقت سابق.
وردا على قرار المحكمة الإسرائيلية بهذا الشأن، قرر "الحراك الشبابي المقدسي"، تنظيم جنازة رمزيّة عند الساعة الخامسة من عصر اليوم، انطلاقا من منزل عائلة الشهيد في سلوان باتجاه المسجد الاقصى.
وفي خطوة وصفت بأنها ستُصعّد من المواجهات في سلوان، أعلن وزير البناء والإسكان المتطرف، خلال جولة استفزازية في البلدة برفقة زوجته، عزمه السكن والإقامة في واحد من العقارات التي استولى عليه مستوطنون متطرفون مؤخراً.
وفي هذا الإطار، قررت شرطة الاحتلال تعزيز الحراسة على التجمّعات الاستيطانية في البلدة، والتي باتت هدفاً مفضلاً لنشطاء انتفاضة القدس، ومضاعفة التمويل المخصص لشركات الحراسة الخاصة التي تتولى حمايتها.
من ناحية أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال، فجر اليوم الأحد، إحدى المرابطات بعد ادائها الصلاة في المسجد الاقصى، في وقت فرضت فيه قيوداً على دخول النساء الى المسجد، واحتجزت بطاقات العشرات منهن.
وقررت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، الزجّ بثلاثة آلاف عنصر من عناصرها في مدينة القدس وأحيائها، "لفرض الأمن والنظام وتحصيل الضرائب من المقدسيين"، عشية الهبّة الجماهيريّة الفلسطينيّة التي أعقبت استشهاد عبد الرحمن الشلودي قبل أيام.