%20 من عمال المغرب لا يتقاضون أجراً

07 مايو 2015
ارتباك سوق العمل حرم الشباب من العيش الكريم(أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

أظهر استطلاع حول مؤشرات جودة سوق العمل في المغرب، أن أغلب الوظائف والأعمال التي تتوفر إما ناقصة (دوامات غير كاملة) أو غير مدفوعة الأجر كفترات التدرب، أو أنها أعمال موسمية، وهو ما تفسره قلة عقود العمل التي يتم اعتمادها بالمملكة، فضلاً عن غياب التغطية الصحية لأكثر العمال.

وبيّن الاستطلاع الحديث الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط، التي تنشر البيانات الرسمية حول مناحي الاقتصاد المغربي، أن الوظائف شغل غير مدفوعة الأجر تشمل 20.6% من الحجم الإجمالي للوظائف على المستوى العام في الربع الأول من العام الجاري، وهو معدل يرتفع إلى 38% في القري.

ويذهب التقرير إلى أن 9.9% من النشيطين المشتغلين هم في حالة شغل ناقص، وقد وصل عددهم نحو 1.05 مليون شخص في الربع الأول من العام الجاري، غير أن هذا المعدل يخفي التباينات التي توجد بين القطاعات، إذ يصل التشغيل الناقص إلى 16.6% في البناء، و10% في الزراعة والصيد، و9.1% في الخدمات، و7.5% في الصناعة، بما فيها الصناعة التقليدية.

اقرأ أيضاً: "التقاعد" يدفع عمال المغرب إلى الإضراب

وفي قراءته لنتائج هذا الاستطلاع، يشير محمد هاكش، عضو الجامعة المغربية للقطاع الفلاحي (نقابة المزارعين)، في تصريح لـ "العربي الجديد"، إلى أنها تكشف عن ضعف التغطية الاجتماعية والصحية في المغرب، حيث لا تشمل سوى 25% من القوى العاملة البالغ عددهم 11.67 مليون شخص، حسب بيانات المندوبية السامية للتخطيط.

ويرى هاكش أن نتائج الاستطلاع تعكس حقيقة واقع سوق العمل في المملكة، وخصوصاً في ما يتعلق بالوظائف غير مدفوعة الأجر والعمل الناقص وتهرب المؤسسات والشركات من العقود، مشدداً على أن عدم احترام إبرام عقود العمل لا يختص به فقط القطاع غير الرسمي، بل يشيع في القطاع الرسمي، ويتجلى أكثر في القطاع الزراعي.

واتضح أن 61.8% من النشيطين المشتغلين في الربع الأول من العام الجاري، هم بدون شهادة، بينما يتوفر 26% على شهادة متوسطة، و12.2 لديهم شهادة ذات مستوى عال.

ويؤكد التقرير أن من لا شهادة لديهم يمثلون 43.3% في قطاع الخدمات، ويشكلون 49.2% في الصناعة والصناعة التقليدية، و66.4% في قطاع البناء و84.4% في قطاع الزراعة.

ويشير البحث إلى أن 62.3% من العمال يمارسون عملهم بدون عقد عمل، غير أن تلك النسبة ترتفع إلى 90% في قطاع الزراعة.

ويكشف التقرير عن أن 78.5% من العمال لا يتوفرون على تغطية صحية على الصعيد الوطني، غير أن تلك النسبة ترتفع إلى 93% في القري، وتستقر في حدود 64.4% في المدن.

وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، عثمان كاير، إن بنية سوق العمل بالمغرب غالباً ما تتسم بالهشاشة والحد الأدنى للأجر، وهو ما يفسر اللجوء إلى عمال بدون شهادات أو مؤهلات عليا. وأضاف لـ "العربي الجديد" أن ارتباك سوق العمل أدى بالعامل إلى العجز عن توفير شروط العيش الكريم في حدودها الدنيا، خاصة بالنسبة لخريجي الجامعات.


اقرأ أيضاً: عمال المغرب.. يقاطعون احتفالاتهم ويهددون بالإضراب

دلالات
المساهمون