14 آذار نافذة أمل للسوريين؟

17 مارس 2016
+ الخط -
مرت خمس سنوات على الثورة السورية، خمس سنوات على القتل والدمار، ليأتي بعدها اتفاق مؤقت على هدنة بين الأطراف المتنازعة، تفتح مجالاً للشعب السوري للعودة إلى ما خرج من أجله في أول أيام الثورة. الشعب الذي خرج للمطالبة بأقل حقوقه بالحرية والديمقراطية والعيش بكرامة، الثورة السلمية عادت من جديد، وعمّت الشوارع السورية لتبرهن للعالم أنها كانت، ومازالت، وستبقى سلمية، على الرغم من كل الدمار والقتل والتخويف، عاد إلى الشعب ليهتف بحناجر سلمية: "الشعب يريد الحرية" الشعب "يريد اسقاط النظام".
الذكرى الخامسة للثورة السورية، وبالتحديد تاريخ 14 مارس/ آذار 2016، لم تكن ذكرى عادية، ولم تمر مرور الكرام، بل كان لها وقع على الساحة السورية، العربية والدولية، فبعد عقد عدة مفاوضات، والذهاب أكثر من مرة إلى جنيف والعودة والفشل سيد الموقف، وبعد الإجرام الروسي الذي امتد حوالي ستة أشهر، بقتل وتشريد وتدمير المدن السورية، جاءت المفاجأة والصاعقة الكبرى على لسان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع استئناف مفاوضات جنيف مجدداً، عندما أعلن بوتين البدء بسحب القوات الروسية من سورية، وأبهر السوريين في الداخل والخارج، والقوى الدولية والعربية والإقليمية وحتى حليفيه الأسد وإيران.
أحدث قرار بوتين صدمة عند النظام السوري، وعند بشار الأسد تحديداً، حتى أنه بدا مرتبكاً، واكتفى بإصدار بيان قصير ومختصر، مفاده بأن الجانبين، السوري والروسي، اتفقا على تخفيض عديد القوات الجوية الروسية في سورية، مع استمرار وقف الأعمال القتالية، مع تأكيد الجانب الروسي على استمرار دعم روسيا الاتحادية سورية في مكافحة الإرهاب. أما بالنسبة لإيران، فهي من قوة الصدمة، لم تعبر عن أي موقفٍ، لا بالرفض، ولا بالترحيب، ولا موقف معتدل.
فعلياً، قرار بوتين يمكن تفسيره من عدة جوانب. أولاً إن بوتين قد يكون أخذه لتفادي وقوع خسائر أكثر في سورية، بعد أن خسر طاقماً عسكرياً في حربه في سورية، وربما لمساندة التسوية السياسية، والاستناد إلى الحل السياسي في الأزمة السورية. ثانياً، قد يكون بوتين هدف من تدخله في سورية فرض القوة الروسية مجدداً في الساحة الدولية، وهذا ما حدث فعلاً. ثالثاً، قد يكون هذا القرار المفاجئ ناتجاً عن خلاف بين الأسد وبوتين، خصوصاً بعد تصريحات وليد المعلم التي لوّح فيها بالحسم العسكري فقط لحل الأزمة السورية، وهذا ما يرفضه بوتين. وأخيراً، قد تكون هذه الخطوة من الرئيس الروسي بمثابة تراجع عن خطوة اكتشف، أخيراً، أنها خاطئة.
أياً كان الهدف من القرار، فهو بمثابة طعنة للنظام السوري وحليف إيران، وهو مصدر قوة للمعارضة السورية، لفرض رأيها واستعادة قوتها. وهنا نسأل: هل سيكون الرابع عشر من آذار نافذة الأمل والحل للشعب السوري؟
1E26D026-4A8D-4A99-B571-2CD9267024F5
1E26D026-4A8D-4A99-B571-2CD9267024F5
ريحانة نجم (لبنان)
ريحانة نجم (لبنان)