كشفت مصادر يمنية، الأحد، عن قيام دولة الإمارات ببدء عملية تجنيد في المحافظات الجنوبية، الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك للقتال بصفوف قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ضد حكومة "الوفاق الوطني" في ليبيا.
وذكر عادل الحسني، وهو قيادي سابق بالمقاومة الجنوبية، وصالح منصر اليافعي، وهو رئيس تحرير موقع "المشهد الجنوبي"، في تدوينات على "تويتر"، ومنشورات على "فيسبوك"، أنّ الإمارات بدأت بالفعل بتجنيد "مرتزقة" في مدن الجنوب وأرسلتهم إلى ليبيا.
الإمارات اخذت 40 مجند يمني إلى ليبيا للقتال هناك مع شركة فاغنر الروسية وتعطي كل واحد مبلغ 5000 سعودي شهرياً،،
— عادل الحسني (@Adelalhasanii) August 23, 2020
نشرت بعض الأسماء والصور على صفحتي بالفيس بوك...
وأكد الحسني أنّ الدفعة الأولى التي وصلت إلى ليبيا، ضمّت 40 مجنداً انفصالياً، وقال إنّ "الإمارات أخذت 40 مجنداً يمنياً إلى ليبيا للقتال هناك مع مرتزقة شركة (فاغنر) الروسية"، وأضاف أنّ "هؤلاء تم نقلهم إلى مدينة سرت الليبية للقتال كمرتزقة، وتعطي الإمارات كل مجند منهم مبلغ 5 آلاف ريال سعودي، نحو 1300 دولار، شهرياً".
وأوضح الحسني أنّ "المجندين ينتمون إلى مناطق يمنية جنوبية في محافظتي الضالع ولحج"، ونشر صورة قال إنها لـ"قائد المجموعة" ويدعى مجدي أحمد قاسم القزلي، مضيفاً أنّ "الإمارات تتعامل مع أدواتها في اليمن، كعملاء حتى تخرجهم ليقاتلوا خارج البلاد، في انتهاك للقانون الدولي".
وذكرت مصادر إعلامية يمنية أنّ القيادي السلفي بالمجلس الانتقالي هاني بن بريك يتولى الإشراف العام على تلك المعسكرات التي فتحت أبوابها لاستقبال المنضمين في محافظة لحج، جنوبي البلاد، وأن هناك المزيد من الدفعات سيتم نقلها تباعاً.
ووفقاً للمصادر، فإنّ الدفعة الأولى التي نقلت إلى مدينة سرت الليبية، تنحدر من مدن جنوبية خاضعة بشكل تام للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، وخصوصاً الضالع ولحج.
ولم تصدر أي تعليقات رسمية من السلطات الخاضعة للحكومة الشرعية، المعترف بها دولياً، أو المجلس الانتقالي الجنوبي حول إرسال مجندين إلى ليبيا، لكن الإمارات سبق وأن جندت مرتزقة جنوبيين بدلاً عن قواتها للمشاركة في المعارك ضد الحوثيين بالحدود الجنوبية السعودية.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إنّ الإمارات قامت خلال الفترة الماضية، بنقل العشرات من المجاميع الانفصالية بحراً من عدن إلى قاعدة "عصب" في إريتريا، ومن المتوقع أن تكون قد نقلتهم إلى ليبيا.
وكانت القاعدة الإماراتية في إريتريا، قد شهدت، في العام 2015، أول تدريبات لقوات الحزام الأمني التي يقودها القيادي السلفي هاني بن بريك، والتي تم إعدادها من أجل قتال الحوثيين، قبل أن تقوم بتوجيهها أخيراً لتنفيذ سلسلة انقلابات وتمردات مسلحة ضد الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.
وتشهد المحافظات الجنوبية أوضاعاً اقتصادية متردية منذ قطع الإمارات مرتبات القوات الانفصالية منذ أكتوبر الماضي، ووفقاً للصحافي، صالح اليافعي، فإن ما تقوم به أبوظبي من استغلال للحالة المعيشية في اليمن بتجنيد مرتزقة وإرسالهم للقتال في ليبيا "جريمة لا يجب السكوت عنها".
ما تقوم به #الامارات من استغلال للحالة المعيشية في اليمن بتجنيد مرتزقة وإرسالهم للقتال في #ليبيا جريمة لا يجب السكوت عنها ،،
— صالح منصر اليافعي (@saleh_binali) August 23, 2020
وقال اليافعي، في تغريدة على "تويتر"، "بعد تحرير عدن من مليشيات الحوثي استقدمت الإمارات معها مرتزقة أجانب وقاموا بتنفيذ عشرات الاغتيالات في عدن، كانت أجور المرتزق الواحد لا تقل عن 10000دولار في الشهر، فوجدت ضالتها عند أبناء الجنوب مستغلة بذلك حماسهم الثوري".
وفي 25 ديسمبر/ كانون الأول 2019، نشرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، تقريراً عن "تورط" أبوظبي، بحسب "الأناضول"، في تمويل نقل مرتزقة للقتال في ليبيا إلى جانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.