يمينة الزغلامي، النائبة في المجلس التأسيسي التونسي، ورئيسة لجنة "شهداء وجرحى الثورة" في المجلس، هي أمّ لثلاثة أطفال، ولم تكن ناشطة سياسيّة قبل الثّورة، لكنّها كانت ناشطة في حركة النّهضة منذ 1985 تقريبا، إلى أن تم حلّها في التّسعينيات من القرن الماضي، لكنها عانت كثيرا من مضايقات النظام السابق.
عاشت النائبة النهضاوية في حي شعبي وسط العاصمة تونس، وتحديدا في باب الخضراء، تلقت تعليمها الابتدائي في السمران بحي الزّهور، ثمّ معهد نهج الباشا، إلى أن طردت في السّنة الخامسة بسبب لباسها الحجاب.
فواصلت دراسة البكالوريا في معهد خاص، حتى حصلت على شهادة البكالوريا في الآداب، ثم حصلت على الأستاذية في التاريخ.
تقول الزغلامي لـ"العربي الجديد" الثورة غيّرت حياتي، ففي السابق لم أكن امرأة حرّة، والآن أشعر أني حرة، في السابق كانت أبسط حقوقي مغتصبة، ومنها حرية اللباس والتنظم (الانضمام إلى كيانات)، ولهذا فأنا جدّ مدينة للثورة ولدماء الشهداء ولكل المناضلين، لأني أصبحت حرّة.
وبعد مسيرة محاكمات صادمة لأهالي شهداء وجرحى الثورة التونسية، أعلنت الزغلامي اعتذارها لعائلات الشهداء عن نتائج المحاكمات، وطالبت بسحب القضايا من القضاء العسكري.
وذكرت الزغلامي لـ"العربي الجديد" أنها رغم الشهرة التي اكتسبتها بعد الثورة، فإنها فضلت أن تبقى في نفس الحي الشعبي الذي قضّت فيه شبابها، مضيفة أنها أرادت تقديم صورة للمرأة النيابية التي تمارس السياسة، لكنها لم تغير حياتها الاجتماعية لتبقى في نفس الحي والوسط، ولكي تتواصل مع هموم الشعب.
واعتبرت أن رجل السلطة لا يجب أن يبقى بين المهمة السياسية ومكتبه أو حزبه، بل يجب أن يبقى دائما قريبا من شعبه.
واعتبرت أنّ انكبابها على ملف شهداء وجرحى الثورة، وترّؤسها العديد من اللقاءات، جعلها تغيب عن حضور مناسبات عائلية كثيرة، من أعراس وأفراح، وبالتالي كان بعضهم يلومها، ولكن مشاغل العمل حتّمت عليها التغيب أو التأخر.