وجد كثير من اليمنيين حلاً مناسباً للعلاج من أمراض عدة بعد أن يئسوا من الشفاء بالأدوية الكيميائية. ولجأوا إلى الطب البديل من الحجامة أو الكي "الوسم"، بعد أن نجحت الوسيلتان في شفاء بعض الأمراض المستعصية.
"العربي الجديد"، تعرف عن قرب على علاج اليمنيين عبر الحجامة و"الوسم"، ومعرفة الطريقة والأدوات المستخدمة في علاج المرضى بهاتين الطريقتين.
وقال أحد المواطنين إنه لجأ إلى الحجامة لما سمع عنها من أصدقائه في علاج أمراضهم. وأوضح أنه أجرى الحجامة حتى الآن ثلاث مرات، ونُصح بعدم تكرارها إلا كل ستة أشهر في الحالات الطبيعية، لافتاً إلى أنه في حالات الصداع الشديد يمكن للشخص اللجوء إلى الحجامة ولكن ليس قبل مرور شهرين على الأقل على الحجامة الماضية. وقال إنه كان يعاني من خمول في جسده، وبعد إجراء الحجامة، جاءت النتائج مذهلة.
وأشار الاختصاصي في الحجامة، ماجد المرزقي، إلى أن الحجامة هي عملية إخراج الدم الفاسد من جسم الإنسان بإحداث جروح سطحية على الجلد، وتجميع الدم في المحجم. وأوضح أن دراسات علمية عدة أشارت إلى أن الدم الفاسد في الجسد يتجمع في منطقة الظهر عند بلوغ الإنسان 22 عاماً، فيصيبه بالضعف ويعرضه للعديد من الأمراض، مشيرا إلى أنه "إذا احتجم الإنسان عاد الدم إلى نظافته، وذهب الفاسد منه، وكذلك زال الضغط عن الجسم، وتخلص من رواسبه الضارة".
وعن أنواع الحجامة، قال المرزقي: "يوجد 11 نوعا منها الحجامة العادية أو الخفيفة التي ترتكز على الشفط الخفيف بكؤوس الحجامة، وهناك الحجامة المتوسطة والشديدة الشفط، وأيضاً الحجامة المتزحلقة التي تعتمد على تحريك كأس الحجامة على الجسم، كما هناك الحجامة المغنطيسية، وحجامة الأعشاب، والحجامة المائية.
وعن شروط إجراء عملية الحجامة، قال المرزقي: "لا بد من معرفة نسبة كمية السكر في الدم التي يجب أن تكون طبيعية، وكذلك نسبة الدم في الجسم فيقاس ضغط الدم قبل العملية، ويجب ألا يأكل المريض أي طعام قبلها". وتابع "يجب أن يكون التشريط (التجريح) خفيفا، أما الأمراض التي تعالجها الحجامة فهي الأمراض النفسية والعصبية والروحية وكذلك الجلدية، وأمراض الجهاز الهضمي، والعظام، والمفاصل، والأمراض العضلية".
وعن العلاج بالكي "الوسم"، تابع "العربي الجديد" أحد المرضى في منزل مواطنة يمنية حولت منزلها إلى مركز للعلاج بالكي. وسمحت لنا صاحبة المركز التي تجاوزت الستين أن نلتقي أولا بأحد المرضى الذي أكد أنه لجأ إلى الطب البديل لكرهه الشديد للعلاج بالأدوية الكيميائية، وبعد أن لمس ارتياح الناس للعلاج بالوسم دون غيره لكثير من الأمراض.
المرأة الستينية جلست في باحة بيتها توقد نار الميسم، وقال: "أعالج بالوسم منذ أكثر من ثلاثين عاما، وهو علاج قديم معروف يعالج الأوجاع ويقضي عليها، ويعتمد على تسخين حديدة بالنار ووضعها على مكان الألم، وقبل كل ذلك لا بد من تحديد مكان الألم ونوع المرض الذي يعاني منه المريض.
وأوضحت أن الوسم عبارة عن حديدة ولها أنواع مختلفة منها المطرق وهو حديدة طويلة محنية الرأس، والركزة وهي كذلك قضيب من الحديد شكله على شكل مسمار. وأشارت إلى أن الوسم يعالج أمراض ورم الطحال وآلام الكبد وأوجاع الفقرات والرأس وكذلك الأعراض المسببة لآلام الصدر والكحة.