أطفال معوّقون يواجهون "تحالف المصائب" في غزة.. بلا طعام أو دواء

01 مارس 2024
معاناة مضاعفة للأطفال ذوي الإعاقة في ظل الحرب على غزة
+ الخط -

يُواجه أطفال معوّقون في غزة مصائب عديدة، فهم محاصرون من دون طعام كاف يسدّ الرمق، أو أدوية تكفي لعلاج حالتهم في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية، وتفاقم الوضع الاقتصادي والإنساني في القطاع.

تجلس الفلسطينية وفاء البلبيسي في أحد مراكز الإيواء داخل مدرسة في شمال قطاع غزة بجوار نجلها وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتجد البلبيسي نفسها محاصرة داخل غرفة محترقة بعد تعرضها لقصف إسرائيلي سابق، فلا بديل آخر لديها يمكنها النزوح إليه مع استمرار الحرب المدمرة على قطاع غزة.

ويعاني أبناء البلبيسي الثلاثة من إعاقة عقلية، فيما يعاني أحدهم من زيادة في الشحنات الكهربائية في الدماغ، ويتناولون علاجًا مخصصًا لحالتهم، وفق البلبيسي.

وتقول الأم بصوت مختنق لمراسل الأناضول: "أطفالي يعانون من الإعاقات العقلية، ولا مكان آمناً لنا للجوء إليه، مراكز الإيواء في المدارس لم تعد تستطيع استيعابنا، وأسعار المواد الغذائية المرتفعة جعلت الحصول على الطعام أمراً شاقاً".

وتضيف: "‏أحد الأبناء يعاني وحالته صعبة، ويحتاج إلى دواء غير متوفر حاليًا".

ويعاني نجلها ‏إسلام من حساسية غريبة جدًا تتسبب بظهور بقع زرقاء على الجلد، ولا تختفي إلا بتناول أطعمة معينة وأدوية خاصة مفقودة حاليًا.

وتشير الأم إلى النقص الحاد في الغذاء والدواء، مع تفاقم الوضع الاقتصادي والإنساني في قطاع غزة، مؤكدةً أنها لا تستطيع الحصول على إمدادات غذائية كافية بسبب الأسعار الباهظة، وعليه، تحاول إطعام أطفالها بوجبة واحدة يومياً.

وتبين البلبيسي أن معظم الأغذية فقدت من الأسواق، كالأرز والطحين، لذلك اضطررنا لأكل العلف المخصص للحيوانات إلى جانب انقطاع الحفاضات اللازمة لأطفالها.

ويواجه آلاف الفلسطينيين في شمال غزة خطر الجوع والعطش، لا سيما الأطفال، حيث تمنع إسرائيل وصول المساعدات إلى هذه المنطقة في إطار الحرب التي تشنها على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

مكان غير ملائم

ويشعر الأطفال الثلاثة بالخوف الشديد عند سماع أصوات الانفجارات الناجمة عن القصف الإسرائيلي المتواصل.

وتقول البلبيسي بحزن شديد: "أصعب شيء أعانيه مع أبنائي صعوبة التعامل والتواصل مع الناس، بسبب الإعاقة العقلية التي يعانونها، ولا يوجد مكان أذهب إليه، وتنقلت بين 3 مدارس".

وتبين أن النازحين لا يتقبلون وجود أبنائها بينهم في مراكز الإيواء، لذلك خرجت عدة مرات من المكان الذي كانت فيه بحثًا عن آخر تحت القصف الإسرائيلي.

وتضيف: "في إحدى المرات، عدنا إلى البيت فوجدناه متضررًا جراء القصف الإسرائيلي، وعندما عدنا إلى المدرسة الأولى، وجدنا الصف مقصوفاً أيضًا".

وتشير إلى الوضع المأساوي للغرفة التي يعيشون فيها برفقة 10 أشخاص آخرين، رغم أنها لا تتسع لعائلتها وحدها فقط، حيث تتساقط قطع الإسمنت من الجدران بسبب القصف والحريق.

وتتمسك الأم مع كل هذه التحديات بالأمل والإيمان، وتناشد الجهات الإنسانية والعالمية تقديم المساعدة اللازمة لإنقاذ حياة الأسر المحاصرة، مؤكدة أن أملها الوحيد هو أن يعيش أطفالها بسلام وكرامة، وأن تنتهي الحرب ويرفع الحصار الظالم عن قطاع غزة.

(الأناضول)

ذات صلة

الصورة
عمال إنقاذ وسط الدمار الناجم عن غارة جوية على غزة، 7 نوفمبر 2024 (Getty)

سياسة

زعمت القناة 12 العبرية، أمس الاثنين، أن الإدارة الأميركية قدّمت للسلطة الفلسطينية مقترحاً بشأن الإدارة المستقبلية لقطاع غزة
الصورة
رام الله، ديسمبر 2017 (getty)

منوعات

يكرّر الإعلام الغربي نزع الأحداث المرتبطة بفلسطين من سياقها، ليقدّمها وفق السردية التي تناسب الاحتلال، حتى وإن كان ذلك منافياً للواقع
الصورة
فلسطينيون يحملون طفلاً أصيب بقصف إسرائيلي في مخيم جباليا 7 نوفمبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

في مجزرة جديدة للاحتلال الإسرائيلي، استشهد أكثر من 36 مواطناً فلسطينياً بينهم 15 طفلاً، وأصيب العشرات بقصف إسرائيلي لمنزل في جباليا البلد شمالي قطاع غزة
الصورة
دونالد ترامب ومحمود عباس بالبيت الأبيض في واشنطن 3 مايو 2017 (Getty)

سياسة

أكد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه سيعمل على إنهاء الحرب وأبدى استعداده للعمل من أجل السلام
المساهمون