ياسر عمر: لسنا هواة حروب وفلسطين غنيّة بالمواهب

27 فبراير 2015
الملحن ياسر عمر (العربي الجديد)
+ الخط -
انطلقت رحلة الملحن ياسر عمر ابن الـ41 عاماً، أوائل التسعينيات في ألبوم "بحرك غزة"، وقد تضمّن ثلاث عشرة أغنية فلسطينية، تلاه مجموعة أعمال مع عدد من الفنانين الفلسطينيين، المتمسكين باللون الغنائي الفلسطيني البحت، في محاولة منه لإظهار الحضارة والتاريخ.

الملحن الفلسطيني لم يخف تأثر الفن والفنانين الفلسطينيين بصعوبة الحياة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية، ما أدّى إلى تراجع الأغنية الفلسطينية، وعدم اعتمادها عربياً ودولياً، لافتاً إلى طاقة الأمل التي فتحت أمامها، بعد نجاح بعض النماذج الفلسطينية من الوصول للعالم.

وعن بداياته، يقول ياسر لـ"العربي الجديد": "عملت في مطلع التسعينيات ملحناً لفرقة الجنوب للفنون والتراث الشعبي، والدبكة الفلسطينية الأصيلة، وكانت تجربتي الأولى، في تلحين ألبوم "بحرك غزة" الذي كتب كلماته الشاعر الفلسطيني خالد جمعة، ولاقى استحساناً من الجمهور، بخاصة أنه فلسطيني بحت".

ويوضح، أنّ تلك الفترة لم تساعده في توثيق أعماله الموجودة حالياً على أشرطة كاسيت، مشيراً إلى أنّ نجاحه في الألبوم، دفعه إلى التعامل مع عدد من الفنانين المحليين، ومنهم الفنان الفلسطيني محمد عساف، قبل مشاركته في برنامج "أراب أيدول".

"لحنت ثماني أغانٍ لمحمد عساف، كان أبرزها "يا وليدي"، "يا عابرون"، كذلك لحّنت مقطوعة موسيقية بعنوان "موسيقى الأمل"، مستوحاة من مسيرة عساف الفنية"، أوضح عمر، وأضاف: "كذلك لحّنت للمطربة الفلسطينية عبير سنفور من مدينة بيت جالا، وغيرها".



وعن واقع الفن الفلسطيني، يبيّن عمر أنه ما زال في طور المحاولات، وقال: "ما زالت الأغنية الفلسطينية تراوح مكانها، ولم تصل للعربية، لكننا نجتهد في إيصالها رغم الظروف، ومحاولات بعض الفنانين الفلسطينيين في الوصول للعربية والعالمية، ستساعد في تسهيل مهمتنا".

ويشير ياسر إلى أنّ انعدام تعاطي الدول العربية والعالم مع الأغنية الفلسطينية، بسبب ضعف الإمكانيات فقط، الناجم عن الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول إعاقة الحياة في فلسطين، موضحاً أنّ الفلسطينيين سعوا وما زالوا يسعون لتثبيت حضارتهم وتاريخهم عبر فنونهم المختلفة.

ويوضح أهمية برامج المواهب العربية في دعم الأغنية الفلسطينية، وإظهارها للعالم، وقال: "محمد عساف أصبح سفيراً للفن الفلسطيني، وبارقة أمل تخرجنا للفضاء العربي والعالمي، وكثرة هذه المحاولات تنبئ بمرحلة جديدة".

ويبين أهمية تحلي الفنان الفلسطيني بالوعي في القضية والحالة الفلسطينية، ويضيف: "على الفنان أن يكون مثقفاً، مؤمناً بفلسطينيته، حتى يتمكن من إيصال صوت شعبه للعالم"، مبيناً أنّ فلسطين غنية بالمواهب، وتحتاج إلى الإمكانيات التي تساعد في إبرازها.

ويختتم عمر حديثه: "حق الشعب الفلسطيني في الحياة بكرامة وحرية. لسنا هواة حروب كما يصورنا البعض، ويجب أن يرى العالم الزاوية الخفية عن الفلسطينيين، فنحن نُحِب، ونغني، ونعشق الموسيقى".
دلالات
المساهمون