وقفة مع عبد القادري

21 سبتمبر 2017
عبد القادري
+ الخط -

تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع متلقيه.


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- أعدّ لمعرضي الفردي في "بيروت آرت فير" (يُفتتح اليوم) بعنوان "المقامة الموصلية" وهو تتمة للمشروع الفني الذي باشرته قبل 3 سنوات كتحية للرسام يحيى الواسطي، الفنان الإسلامي الذي يجسّد أهم وأكثر الفترات التاريخية تحرّراً في الحضارة الإسلامية، وهي فترة العصر العباسي والتي ازدهرت فيها الفنون والفلسفة والترجمات. كما يدين هذا المعرض ومن خلال اللوحات نفسها الفعل الإرهابي والدمار الذي تعرّضت له الآثار والمواقع التاريخية في مناطق عربية عدة وتحديداً أركز على مدينة الموصل التي هدّم جزء كبير من إرثها العظيم على يد "داعش" آخرها المسجد النوري الكبير.


■ ما هو آخر عمل قدّمته وما هو عملك القادم؟
- غالباً ما أعمل بمنطق قصصيّ، فأنا نادراً ما أنتج لوحة منعزلة عن مجموعة أو منطق سردي واحد، مشروعي الأخير كان بعنوان "أركاديا" الأرض الموعودة في الأسطورة اليونانية والتي (أي اليونان) تمثل اليوم وجهة المهاجرين اللاجئين في البحر وما تجسّده رحلتهم من تراجيديا، لكن في معرضي هذا افترضت نهاية مختلفة عن كل ما نشاهده من مآس، فلنقل نهاية سعيدة أو جنة افتراضية. أما عملي المقبل فهو مشروع كبير عن شجرة الكاوتشوك تحديداً في بيروت وسيرة العائلات التي هجرت البيوت ولا تزال تسكنها هذه الشجرة.


■ هل أنت راض عن نتاجك ولماذا؟
- أتمنى، أنا في حالة قلق وبحث دائم. الفن همٌّ ثقيل أقبله بحب كونه المساحة الأجمل في عالمنا وكل ما نعايشه اليوم. لكني لا أتصوّر نفسي في حالة من الرضى إطلاقاً.


■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- من جديد؟؟ أبدأ كل يوم من جديد وكثيراً ما تكون النهايات هي نفسها.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- التغيير أجمل حلم تؤمن به قبل الثلاثين. اليوم لا يمكنني ترجمة المصطلح. كل ما يسعني فعله هو مراقبة هذا العالم بصمت وبأقل ضرر نفسيّ ممكن، وإدانة ما يسعني من أفكار وأفعال تدميرية بكثير من التحفظ. أريد أن أنتج فناً أتعايش من خلاله بسلام مع نفسي.


■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- سؤال مربك! الشخصيات المؤثرة كثيرة ولا أودّ أن ألتقي بأي منها. أكتفي بالإرث الفكري والفني الذي تركته، الحقيقي في المستقبل مع من تلتقي بهم وتعرفهم بشكل شخصي. الفنان أو المفكر ومهما اتخذ حيزاً مؤثراً قد يكون شخصه فظاً ومزعجاً وصادماً. أفضّل أن أحتفظ بصوري الجميلة "المتخيلة" عن هذه الشخصيات.


■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- جميلة المقاربة بين الصديق والكتاب في السؤال نفسه. أفضّل الأصدقاء على الكتب وهم كثر، أتواصل معهم بين الحين والآخر.


■ ماذا تقرأ الآن؟
- أقرأ ديوان مريم القادري الأول الذي أتطلع لأن يصدر قريباً. تكتب الحقيقة بكثير من الجمال رغم قسوتها.


■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أعتقد أنني كلاسيكي ومحافظ في ما أسمع. لم أتعرف على أية تجارب جديدة منذ ثلاثة أعوام أو أكثر. الموسيقى الكلاسيكية نفسها باخ وشوبان والموسيقى العربية نفسها عبد الوهاب وأم كلثوم وأسمهان، ومن المعاصرين ريما خشيش.

















بطاقة

فنان تشكيلي لبناني من مواليد 1984. قدّم مجموعة من المشاريع الفنية تقوم على الربط بين عناصر بصرية من التراث المشرقي أو العالمي مع قضايا راهنة، مثل معارض "المقامة 14" أو "أركاديا"، وكلاهما زار عدة مدن عربية.

المساهمون