تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- يشغلني أمران: العمل على إنهاء روايتي "المارقات" تحيّة إلى رائدات المسرح التونسي، ورائد الحركة النقابية محمد علي الحامي، ومن جهة أخرى ترجمة مسرحية للشاعر والسياسي المارتنيكي إيميه سيزير "والكلاب تخرس".
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- صدر لي عملان مترجمان بداية السنة الجارية: رواية "الانفصال" للروائي الفرنسي دان فرانك، وديوان "كراس العدوة إلى أرض الوطن" لإيميه سيزير بمقدّمة أندريه بروتون. وأعتبر الديوان حدثاً مميّزاً في الثقافة العربية لما له من أهمّية شعرية وإنسانية في وقتنا الرّاهن.
■ هل أنت راضٍ عن إنتاجك ولماذا؟
- أعمل وأجتهد وأحاول. أعمل بنسق مرتفع وأحاول أن أكرّس أكبر وقت ممكن للكتابة، لكنّ الترجمة تأكل الكثير من الجهد والوقت، لذلك أشعر ببعض اللوم على نفسي لأنّي أهمل روايتي بعض الشيء.
■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- نفس المسار مع عدم تضييع الكثير من الوقت، وربما كنت جرّبت تعلّم الموسيقى أيضاً.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- أن يتقلّص عدد الفقراء من العالم، وينقص البؤس. أن تخرج الإنسانية من الوحشية وترتقي إلى الإنسانية الحقيقية بحيث لا يحيى 13 % من عدد سكان الأرض بثورات خيالية لا يمكنهم إحصاؤها بينما يموت الملايين من الجوع والعطش.
■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- أودّ بصدق أن ألاقي الكثير من الشخصيات، ولكن بما أنّه يجب أن أختار واحدة فسأختار طه حسين لما له من فضل كبير على آلاف الكتّاب. شخصياً، أدخلني كتاب "الأيام" عالم الأدب وجعلني أعي أهمّية الكتابة والإبداع في تغيير صاحبها والمساهمة في تغيير الواقع.
■ صديق/ة يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- صديقي الناصر الحجري، ليس أديباً أو كاتباً، لكن كان له فضل كبير على شخصي، حيث أبعدني برفق من الأجواء السيّئة أيام شبابي الأوّل وشجّعني على المتعة المفيدة (الألعاب الفكرية والمطالعة والرياضة والموسيقى). وأحبّ كتاب "الأغاني" وأعود إليه دائماً، فهو يحقق لي المتعة والفائدة.
■ ماذا تقرأ الآن؟
- أقرأ يوميات كمال الرياحي الصادرة مؤخراً بعنوان "واحد صفر للقتيل". كتاب مهمّ وأعتبره إضافة في كتابة اليوميّات.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- منغمسٌ هذه الأيام في سماع الأغاني الدينية لـ أمّ كلثوم، تلك القصائد الرّهيبة التي كتبها أحمد شوقي أو محمد إقبال ولحّنها الكبير السنباطي (سلو قلبي، نهج البردة، ولد الهدى...).
بطاقة
جمال الجلاصي: شاعر، روائي ومترجم تونسي، من مواليد 1968. أصدر في الرواية: "الأوراق المالحة" (2004)، و"باي العربان" (2015)، وفي الشعر له: "أعشاب اللغة"، و"الإقامات"، و"لا مجد لصوتي خارج أغنيتها". ومن ترجماته: "السيد الرئيس" لـ ميغيل أنخا أستورياس، و"إضراب الشحاذين" لـ أميناتا ساو فال، كما ترجم أشعار ليوبولد سيدار سنغور وإيميه سيزير.