ساعد انتشار صورة طفل مشرد أثناء مشاركته في موكب 30 يونيو/حزيران الماضي، بمدينة الجنينة غرب السودان، في إعادته إلى أسرته التي فقدته قبل أكثر من عام، عقب وفاة والدته في العاصمة الخرطوم.
كانت مواكب شعبية انطلقت، يوم الثلاثاء الماضي، في عدد من المدن السودانية، للمطالبة بتصحيح مسار الثورة، ومن بينها مدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور. وخلال الحدث، التقط متظاهر صورة ومقاطع فيديو لموكب الجنينة، ظهر فيها طفل يتكئ على عصا، متحمساً وهاتفاً بشعارات الثورة ورافعاً إصبعيه بعلامات النصر.
ووجدت الصورة والمقاطع التي نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صدى على مواقع التواصل الاجتماعي. وبدأت الناشطة في مجال العمل الإنساني، أفكار عمر مصطفى، بالبحث عن الطفل رغبة في تحفيزه ودعمه. وعن طريق الصدفة تمكن المواطن عبد السلام كتر في الجنينة من العثور عليه.
ورصدته خالته في مدينة الضعين في ولاية شرق دارفور، في الصورة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت خالة الطفل مصطفى محمد قاسم، حواء أبكر، لـ "العربي الجديد"، إن "والدة الطفل مرضت، وذهبت إلى الخرطوم بحثاً عن العلاج، وبعد مدة لحق بها ولدها مصطفى وكان عمره 12 سنة، لكن الأم توفيت ودفنت في العاصمة، ثم انقطعت أخبار الطفل". وأشارت أبكر إلى أن الطفل، بسبب ظروفه الأسرية والحرب في دارفور، لم يلتحق بأي مدرسة.
وأضافت أنها كانت لحظة صعبة حينما شاهدت صور نجل أختها في وسائط التواصل الاجتماعي، ولم تصدق ولم تتمالك نفسها عندما التقته في الجنينة يوم الخميس الماضي.
وقال الطفل مصطفي محمد قاسم لـ "العربي الجديد" إنه سعيد جداً بالعودة إلى حضن أسرته، وتمنى أن يواصل تعليمه، وقبل ذلك أمله في أن يتحقق السلام والأمن في إقليم دارفور، منوهاً إلى أنه بعد وفاة والدته وجد صعوبة الحياة في الخرطوم، فأعاده صاحب شاحنة إلى مدينة الجنينة.
أما المواطن عبد السلام كتر، الذي عثر على الطفل بعد حملة وسائط التواصل الاجتماعي، فعبّر عن سعادته للمشاركة في عملية دمج الطفل مصطفى مع أسرته. والناشطة في مجال العمل الإنساني، أفكار عمر مصطفى، وهي أول من بادر بإعلان رغبتها في دعم الطفل، قالت لـ"العربي الجديد" إنها قررت بداية التبرع له بدراجة كهربائية لأنها لاحظت وجود إعاقة حركية عنده، لكنها غيرت الفكرة حينما علمت أن إعاقته الحالية سببها تعرّضه لحادث سير ممكن العلاج منها، فآثرت تبني حالته بالكامل والتكفل بإعادته للدراسة أو العلاج وكل مصروفاته اليومية، والعمل على توفير مشروع إنتاجي دائم له ولأشقائه الأربعة الذين تركتهم أمهم بعد موتها.