أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، اليوم الأربعاء، عدم وجود اتصالات مباشرة مع إيران، وأن اتصالات بلاده بشأن الأزمة السورية تتم في إطار المرجعيات الدولية، وبالتنسيق مع الدول العربية.
وقال خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري، سامح شكري، في عمان "هم (الإيرانيون) كانوا في أستانة، ونحن أيضاً".
ورداً على سؤال "العربي الجديد" حول مخاوف المملكة من "الحزام الإيراني" الذي يقترب من حدودها، وإذا ما جرت تفاهمات مع إيران لضمان أمن الحدود الأردنية المتاخمة للجبهة الجنوبية السورية، قال الصفدي "حدودنا الشمالية، أولوية مطلقة، القوات المسلّحة وجيشنا العربي والأجهزة الأمنية، قادرون على ضمان أمن المملكة وحماية حدودها. لا توجد اتصالات مباشرة مع إيران حول هذا الموضوع. نفعل كل ما هو ضروري من أجل مصالحنا الوطنية، وحماية حدودنا الشمالية".
وجدد الصفدي موقف بلاده فيما يتعلق بدعوة سورية، للقمة العربية التي يستضيفها الأردن في 29 مارس/آذار المقبل، مشيراً إلى أنّ "الأردن يستضيف القمة العربية ويتعامل مع الدعوات منطلقا من قرارات الجامعة العربية، ويلتزم بما أقرته الجامعة العربية سابقاً".
وفي ما يتصل بمشاركة الأردن في اجتماعات أستانة، كعضو مراقب بدعوة من روسيا، قال الصفدي "تعاملنا مع أستانة، هو جهد يستهدف تثبيت وقف شامل للعمليات القتالية في سورية، وخصوصاً الجنوب السوري، وخطوة لإعادة إطلاق محادثات سياسية تقودها الأمم المتحدة وتشارك فيها جميع الأطراف الفاعلة الإقليمية والدولية والعربية، وفق مرجعيات جنيف والقرار 2254، للوصول إلى حل سياسي يقبل به الشعب السوري".
واضاف "نتعامل مع كل الجهود الدبلوماسية التي تبذل في الملف السوري، من إطار حرصنا على إنهاء الأزمة ومعاناة الشعب السوري".
بدوره، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن بلاده لطالما طالبت بتحقيق ما تم الاتفاق عليه من وقف لإطلاق النار في سورية، وقال "هذا أمر ضروري وحيوي لحماية الشعب السوري، مما تعرض له خلال الفترة الماضية".
وبشأن مسار العملية السياسية، قال شكري "نحن على مشارف بدء المشاورات السياسية التي نتطلع أن تضم كافة إطراف المعادلة السياسية بشكل متساو، وتحقيق المصلحة العليا وإنجاز المسار السياسي، وإنهاء الصراع العسكري وآثاره المدمرة على الشعب السوري، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية والسيادة السورية".
أما في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، في ضوء قرار الكنيست الأخير الذي يشرعن مصادرة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، للتوسع بإقامة الوحدات الاستيطانية، فقد أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، موقف بلاده الرافض لأي عمل أحادي يحاول أو يستهدف فرض أمر واقع، بما يهدد الهوية العربية للأراضي المحتلة، ويقوض فرص السلام، معبراً عن إدانة بلاده العميقة للاستيطان الإسرائيلي.
من جهةٍ أخرى، ردّ الوزير المصري، على سؤال ما إذا كانت زيارته تهدف للبحث في وساطة تحسن العلاقات (المصرية-السعودية) قائلاً "لا حاجة للوساطة؛ فالعلاقات المصرية مع السعودية قوية ومتينة، ونحن نحرص على هذه العلاقة ونعززها".
وتعد تصريحات شكري هي الأولى من نوعها في هذا الشأن في أعقاب التسريبات التي بثتها قناة "مكملين" الفضائية، وتضمّنت مكالمات هاتفية بين الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ووزير خارجيته، حيث تطرّقا إلى العلاقات المصرية السعودية، في إشارة إلى تراجعها، وكذلك محاولات دولة الكويت للوساطة لتنقية الأجواء بين القاهرة والرياض.