وثائقي عن أبنية بيروت التراثية‭ ‬ينعش ذاكرة اللبنانيين

25 يناير 2016
يحكي الفيلم عن عراقة الأبنية القديمة وقيمتها (getty)
+ الخط -
تحكي الروايات أن هذه المدينة تحتضن مدينة عاشت في جوفها قبل آلاف السنين، ويلمس الناس آثارها كلما حفروا عن كنوزها، لكن سكان بيروت اليوم لا يريدون ما هو في الأعماق، بل مساعيهم تذهب للحفاظ على تراث ما، عمره الزمان القريب.

وتسييجاً للمدينة بشريط سينمائي غير شائك أنتج الإعلامي، جورج صليبي، فيلماً وثائقياً حمل عنوان (بونجور بيروت). وافتتح صليبي فيلمه في سينما (ميتروبوليس أمبير صوفيل) أمام عشرات الفنانين والصحافيين والسياسيين، على أن يعرض للجمهور بين 7 و17 فبراير/شباط المقبل.

ويركز الفيلم، وهو من إنتاج شركة (ميترو جي إس)، على عراقة بيروت مستعيداً مقارنة بين الماضي القريب والحاضر، الذي لم يعد يشبه أهل المدينة. ويقول صليبي إنه انطلق في هذا العمل كمغامرة إنقاذية لما تبقى من أبنية قادرة على الحياة، بعدما أخفقت الدولة في مهمة سن قوانين تحمي التراث.

ويضيف:"لقد استغرق هذا العمل تصويراً مضنياً من الجو والأرض بحثاً عن ذاكرة بيروت، ولم نترك بقعة في المدينة إلا وصورناها، علّنا نساهم في إيقاظ المعنيين لحماية كنوزنا الأثرية وانتشال ماضينا من تحت الركام".

والوثائقي هذا يجول على ثماني عشرة شخصية، بينها وزراء ومهتمون بالثرات والتاريخ، ومنها وليد جنبلاط، الزعيم الدرزي اللبناني، الذي يعرف عنه إلمامه بالحضارات على الصعيد الشخصي. ولعل أهم المناهضين لمشروع إعادة إعمار بيروت وفقاً لمشروع سوليدير هي رئيسة جمعية حماية المواقع الأثرية والتراثية في لبنان، ريا الداعوق، التي ظهرت في الفيلم واصفة ما حدث لبيروت بمجزرة قضت على أكثر من 700 مبنى أثري في وسط المدينة.

أما وزير العدل الأسبق، بهيج طبارة، الذي ساهم في وضع قانون سوليدير مطلع التسعينيات، فقد اعتبر أن المشروع حافظ قدر الإمكان على تراث المدينة، وكان ضروريا في تلك الفترة حتى لا تتم إعادة إعمار الوسط بشكل عشوائي.

ويسرد الفيلم الوثائقي حكايات عدد من القصور والبيوت التاريخية في المدينة، وبينها ما يعرف باسم "منزل داهش"، الرجل الذي شغل الأوساط السياسية والاجتماعية خلال فترة الأربعينيات والخمسينيات بظواهر غريبة، حيث اتُّهم بممارسة أساليب الشعوذة والسحر لدرجة أن رئيس الجمهورية في ذلك الوقت، بشارة الخوري، سحب منه جنسيته اللبنانية وطرده خارج البلاد. وقد ظلت حكاية داهش مثار جدل في المدينة يشهد عليها منزله القديم.

الفيلم، الذي تناغم على مدى 70 دقيقة مع موسيقى جاهدة وهبي، يعد أول تجربة إخراجية لصليبي، وثاني إنتاج وثائقي بعد فيلم (سنوات الضوء)، الذي يحكي عن الزمن الذهبي للبنان قبل الحرب. وقال المطرب اللبناني، راغب علامة، في حفل الافتتاح:"هذا الفيلم مهم جدا لكي يتذكر اللبناني ماضيه ويعيش حاضره".

أما مصمم الرقص في فرقة كركلا، عمر كركلا، فقال إن "بيروت القديمة هي ضمير لبنان، هي الحلم. بيروت القديمة هي الرمز، وهي التي نحملها أينما اتجهنا. هي التمثال الحضاري الذي نتحدث عنه أينما ذهبنا في العالم".


اقرأ أيضاً: (صور) هل رأيتم المدن العربية والثلج يغطيها؟

المساهمون