واشنطن ستقيم أكبر قنصلية لها بالشرق الأوسط في أربيل

17 يناير 2017
القنصلية الأميركية ستكلف 600 مليون دولار(سافين حمد/ فرانس برس)
+ الخط -

قال مسؤولون في حكومة إقليم كردستان العراق، اليوم الثلاثاء، لـ"العربي الجديد"، إن واشنطن ستباشر ببناء أكبر قنصلية لها في منطقة الشرق الأوسط في أربيل، على مساحة تقدّر بنحو 20 هكتارا (نحو 200 ألف متر مربع)، تضم مباني ومنشآت عامة. 

ووفقا لمصادر سياسية في حكومة الإقليم، الذي يتمتع بحكم شبه مستقل عن بغداد منذ الاحتلال الأميركي للبلاد عام 2003، فإن "القنصلية الأميركية الجديدة هي الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط، وستكون قرب منتجع صلاح الدين السياحي قرب أربيل".

وتؤكد المصادر ذاتها، لـ"العربي الجديد"، أن "شركات أميركية وأخرى محلية عراقية ستتولى عملية بناء القنصلية تلك، لتكون بديلا عن مقرها الحالي الذي يُعد متواضعا".

ومن المرجح أن تؤدي الخطوة إلى مزيد من التوتر بين أربيل وطهران، التي تعتبر النفوذ الأميركي المتصاعد في الإقليم المجاور لها خطرا كبيرا، خصوصاً بعد فتح سلطات الإقليم ثلاثة مواقع عسكرية للجيشين الأميركي والبريطاني داخل أربيل ومحافظة دهوك، بعضها لا يبعد أكثر من 90 كيلومترا عن الحدود مع إيران.

وأكد رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان العراق، فلاح مصطفى أبوبكر، ذلك، مبينا أن "الولايات المتحدة الأميركية قدمت قبل فترة طلب إقامة القنصلية والمخططات المتعلقة بها، وقد أحالتها العلاقات الخارجية إلى الجهات المعنية لإعطاء موافقتها".

وأضاف أبوبكر، في تصريح صحافي، أن "علاقات الكرد بالولايات المتحدة ليست نتاج يوم وليلة" وفقا لقوله.

وتوقّع أن يتواصل الاهتمام الأميركي بإقليم كردستان، الذي يعد حالياً خطاً أحمر بالنسبة لها، لأنها تؤمن بمستقبل كردستان.



ويشير رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان، إلى أن التمثيل العسكري الأميركي في كردستان "سيبقى طالما بقي تهديد الإرهاب، الذي لن ينتهي خلال يوم أو اثنين".

بدورها، نقلت محطة تلفزيون كردية محلية مقربة من رئيس حكومة إقليم كردستان، أن "كلفة بناء القنصلية الأميركية التي ستشيّد على أرض مساحتها 20 هكتارا ستكون 600 مليون دولار، وسينتهي العمل فيها بعد أربع سنوات".

وتحتفظ الولايات المتحدة الأميركية بقاعدة عسكرية كبيرة لها في إقليم كردستان، تنسق هجماتها ضد قواعد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في مناطق عراقية مختلفة، إضافة إلى موقعين عسكريين صغيرين في أربيل ودهوك.


وافتتحت الولايات المتحدة الأميركية مكتب تمثيل دبلوماسي لها في أربيل للمرة الأولى في عام 2007، وبعد أربع سنوات تم تطويره إلى قنصلية.

وستكون القنصلية الأميركية في أربيل، ثاني أكبر ممثلية لها في العراق بعد السفارة في بغداد، والتي افتتحتها عام 2009 على مساحة 42 هكتارا، أي 420 ألف متر مربع، وبكلفة 750 مليون دولار، وهي السفارة الأكبر من حيث الحجم للولايات المتحدة في العالم.


وتقيم أكثر من 30 دولة عربية وأجنبية قنصليات ومكاتب تمثيلية لها في إقليم كردستان العراق، أحدثها القنصلية اليابانية التي افتُتحت يوم 11 يناير/كانون الثاني الحالي، بينها الدول الخمس ذات التمثيل الدائم في مجلس الأمن: الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا. وقد أثار هذا الأمر استياء قادة عسكريين إيرانيين عبّروا عن ذلك في تصريحات صحافية لهم.

أحدث هذه التصريحات كان لقائد الحرس الثوري الإيراني في محافظة سنة غرب إيران، محمد حسين رجبي، الذي هاجم توسّع التمثيل الدبلوماسي الأجنبي في إقليم كردستان العراق، وهاجم الحضور الأميركي والسعودي على وجه الخصوص.

وقال رجبي، في تصريح صحافي، إن إقامة 30 بلداً قنصليات لها في إقليم كردستان، أمر غير طبيعي، أكثرية تلك القنصليات تُستعمل لأغراض تجسسيه".

وقد ردّت حكومة إقليم كردستان على تصريح قائد الحرس الثوري ببيان ذكرت فيه أن وجود وتكوين القنصليات والممثليات الدبلوماسية للدول في إقليم كردستان يخضع للقوانين في العراق وإقليم كردستان، وأن أنشطتها في هذا الإطار وضمن هذه القوانين، ولا يحق لأي كان أن يطالب بغلق أية قنصلية في الإقليم.

وأضاف البيان أن تصريح قائد الحرس الثوري الايراني ليس الأول من نوعه الذي يصدر عن مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني حول إقليم كردستان، واصفة ذلك بـ"تدخل غير مقبول في الشؤون الداخلية للعراق وإقليم كردستان".