وعد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، اليوم الإثنين بالتفكيك الكامل لمخيم كاليه الذي يضم حوالي 10 آلاف مهاجر ولاجئ، شمال فرنسا أمام حشد من قوات الأمن.
هولاند، وفي كلمةٍ له خلال زيارة قام بها إلى المخيم برفقة وزراء الداخلية برنار كازنوف والإسكان مانويل كوس، والنقل ألان فيداليس، قال "سنفكك قريباً هذا المخيم بشكل نهائي، والحكومة عازمة على ذلك، من دون الخوض في المزايدات السياسية، التي لا تحترم مبادئ الجمهورية وقيمها".
وتأتي زيارة هولاند إلى كاليه، في سياقٍ يتصاعد فيه الجدل حول المخيم الضخم بين مختلف الأطراف السياسية الفرنسية، إثر إعلان الحكومة عن نيتها تفكيك المخيم قبل حلول فصل الشتاء، وتوزيع اللاجئين على مراكز إيواء في مدن فرنسية عدة.
وكان زعيم المعارضة اليمينية والرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، قد زار كاليه الأربعاء الماضي، وانتقد بشدة ما وصفه بـ "عجز الحكومة"، واعداً بأنه سيغلق المخيم نهائيا، في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة المعتزم تنظيمها في مايو/أيار 2017.
بدورها، أدانت رئيسة الجبهة الوطنية المرشحة للرئاسيات مارين لوبن سياسة الحكومة في كاليه، معتبرةً أن توزيع اللاجئين على مراكز إيواء أخرى سيخلق "مخيمات جديدة"، وأن الحل هو "طرد كل اللاجئين" خارج الحدود.
إلى ذلك، دعا هولاند بريطانيا إلى تحمل مسؤوليتها و"المشاركة في تدبير" مصير اللاجئين الذين يقيمون في المخيم، والذين تطمح غالبيتهم إلى الاستقرار في بريطانيا.
وقال "يجب على البريطانيين أن يتحملوا مسؤوليتهم في الجهود الإنسانية، التي تبذلها فرنسا هنا في كاليه، وعلى بريطانيا أن تحترم التزاماتها اتجاه فرنسا رغم قرارها الأخير"، وذلك في إشارة إلى القرار البريطاني بالخروج من الاتحاد الأوروبي، والاتفاقيات الموقعة بين فرنسا وبريطانيا بشأن تدبير الحدود بين البلدين، والموقعة عام 2003.
يذكر أن مخيم اللاجئين في كاليه، هو عبارة عن مدينة عشوائية من الخيام وبيوت الصفيح أصبحت تُعرف بـ "أدغال كاليه"، تضم غالبية من اللاجئين الأفارقة والسوريين والأفغان، الذين يحاولون عبور الحدود إلى بريطانيا.
واتخذت بريطانيا إجراءات مشددة لمنع تسلل اللاجئين إلى أراضيها، وتقوم حاليا بتمويل بناء جدارعازل على الحدود مع فرنسا.