ورغم قوة الاحتجاج الظاهرة في لهجتها الشديدة وعزمها متابعة الأمر إلى أن يلغى الحفل، إلا أنها لم تلق أي تجاوب من المؤسسة الرسمية إلى الآن، فهل سيلحق التطبيع بواحد من أعرق المهرجانات العربية؟
جاء في نص الرسالة "تابعنا عبر الإعلام تصريحات غريبة لمدير المهرجان. إذ عبّر في مرحلة أولى عن جهله بكون الكوميدي المذكور صهيوني مناصر لكيان التمييز العنصري الذي يحتل أرض فلسطين منذ 1948"، وأضاف موجّهوها "ثمّ في مرحلة ثانية، وعند مواجهته بتصريحات بوجناح نفسه التي يؤكّد فيها صهيونيته، بادر مدير المهرجان إلى تبرير دعوة بوجناح بـ "كونه ليس صهيونياً كبيراً أو من قادة الصهيونية" وبما يعرفه عنه من "مواقف جيدة تجاه تونس" وبـ"أنّ ذلك سيساعد في تحسين سمعة تونس".
الرسالة اعتبرت كلام الرصاع يعبّر عن جهل وعن "استخفاف سافر" بمشاعر الشعب التونسي ومواقفه التاريخية، بتعبيرهم، كما "تدلّ على عدم تورّع بعض المسؤولين عن الثقافة والفنّ في بلادنا عن توظيف أموال الشعب ومؤسسات الدولة ومنابرها الثقافيّة لفرض مواقفهم الأيديولوجيّة المرحّبة بالتطبيع مع الصهيونية ورموزها".
وقالت الرسالة "إن ميشيل بوجناح واحد من أكبر الشخصيات الفرنسية- التونسية الصهاينة الذين يدافعون عن "إسرائيل" دائماً، عن حروبها وجيشها خصوصاً في وسائل الإعلام الفرنسية، هو نفسه يعترف ويقول بفخر إنه صهيوني. لم يعبّر الممثل الصهيوني عن إعجابه وحسب، بل اعتبر نفسه جزءاً من "الشعب الإسرائيلي".
وذكّرت الرسالة/البيان التي وقّع عليها ناشطون وسياسيون وشباب مؤيدون للمقاطعة الثقافية وغير الثقافية، أن الدستور التونسي ينص على الدفاع عن حقوق الشعوب التي شرّدت من أرضها أن تكافح كل أشكال الاحتلال والعنصرية بكل الوسائل المتاحة، واعتبروا أن مشاركة بوجناح هي تطبيع مع "إسرائيل".
واستعادت الرسالة عدة مواقف ظهر فيها الكوميدي على شاشات التلفزة، من بينها اعتباره أرييل شارون وإسحق رابين من "كبار رجال السلام" (في حوار له في سنة 2010). "رجال السلام"، كما يراهم ميشال بوجناح، هم من قتلوا لا الفلسطينيين فحسب بل اللبنانيين والأردنيين والسوريين والمصريين والتونسيين كذلك.
واختتمت الحملة بـ "ننوّه مجدّداً إلى خطورة التداعيات الممكنة لتواصل السكوت الرسمي عن هذه الأنشطة التطبيعيّة المخزية مع كيان العدوّ وممثّليه وأنصاره، بل والمساهمة فيها (نذكّر بوجود وزيرين مطبّعين في الحكومة الحالية). ولاستمرار استفزاز مشاعر أغلب التونسيين وتجاهل مطلبهم وقواهم السياسية والاجتماعية، بسنّ قانون لتجريم كافّة أشكال التطبيع".
من المفترض أن يكون عرض بوجناج مساء 19 تموز/ يوليو المقبل، والمفارقة أنه يستعد أيضاً لإقامة حفلة في تل أبيب يوم 25 من تموز/ يوليو.