رحل الرئيس السابق لغامبيا يحيى جامع منذ أيام إلى منفاه، تاركاً السلطة، بعدما أظهرت نتائج الانتخابات خسارته، وفوز الرئيس الحالي أداما بارو.
وخلال فترة حكمه، والتي امتدت منذ عام 1994، بعد قيادته انقلاباً عسكرياً، تمكن جامع من جمع ثروة كبيرة.
صحيح أن الأرقام والإحصاءات الخاصة بثروته غير واضحة، إلا أن ما نقله من صناديق كبيرة تحتوي على الذهب والألماس، والمطرزات الثمينة، بالإضافة إلى الأموال، تشير إلى أن ثروته تتخطى مئات الملايين.
وقبيل مغادرته البلاد، قام جامع (51 عاماً) بسرقة نحو 11 مليون دولار تقريباً من خزينة الدولة، الأمر الذي يجعل غامبيا، الفقيرة أصلاً، في ورطة مالية.
وبحسب أحد مستشاري رئيس غامبيا الجديد، أداما بارو، فإن أكثر من 11 مليون دولار قد اختفت من خزائن الدولة عقب رحيل جامع من البلاد. بل وأكثر من هذا، فإن شهود عيان، أفادوا لمصادر إعلامية، بأنهم شاهدوا موكباً من السيارات الضخمة، يغادر البلاد أيضاً.
ربما البحث عن ثروة الرئيس السابق لغامبيا أمر صعب في ظل غياب الشفافية من جهة، والإحصاءات من جهة أخرى، في بلد لا يزال يعيش في فقر مدقع. لكن هذه المسروقات، والتي تقدر بملايين الدولارات، ترسم صورة لحجم الأموال التي جمعها خلال فترة حكمه.
كذلك تمكّن جامع من تهريب مكتبة ضخمة تضم أسراراً كبيرة ومخطوطات سحر وشعوذة وطلاسم. إذ عرف عن الرجل ولعه الشديد بالسحر والشعوذة.
غامبيا دولة فقيرة
غامبيا دولة فقيرة، تقع ضمن دول الغرب الأفريقي. وهي أصغر دولة في البر الرئيسي لقارة أفريقيا ويحدها من الشمال والشرق والجنوب السنغال، ويخترقها نهر غامبيا الذي يصب في المحيط الأطلسي الذي يحد البلاد من الغرب.
وتعتبر غامبيا من أفقر الدول في العالم مع معدل وفيات مرتفع. وتقع في المرتبة الأولى بين الدول المتفشي فيها مرض الملاريا.
ويكاد الفول السوداني أن يكون أحد أهم مصادر الاقتصاد في هذا البلد، ويمثل نحو 80% من صادراتها الخارجية، كما توجد محاصيل أخرى مثل القطن والنخيل، والزيت والأرز، بالإضافة إلى صناعات بسيطة كصناعة الزيوت النباتية.
وبحسب مؤشر الأمم المتحدة للتنمية، تحتل غامبيا المركز 165 من بين 187 دولة.
يبلغ عدد سكان غامبيا 1.8 مليون مواطن، وهو موزعون على الشكل الآتي: 45.22% أقل من 14 عاماً، و52.13 عاماً بين 15 و64 عاماً، و2.65% أكثر من 65 عاماً.
وتعرض جامع لهزيمة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 1 ديسمبر/كانون الأول، أمام مرشح المعارضة آداما بارو الذي حصل على 45.5% من الأصوات مقابل 36.7% لجامع.
وكان جامع قد رفض الاعتراف بخسارته الانتخابات الرئاسية، لكنه غادر البلاد في نهاية الأمر، بعد وساطة إقليمية وتدخل عسكري من جانب دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.