حكاية عائلة سورية مهجرة يشتغل جميع أفرادها من أجل لقمة تسد الرمق

إدلب

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
29 مايو 2023
عائلة سورية مهجرة يشتغل كل أفرادها لتأمين سكن وسط ظروف خانقة
+ الخط -

تزداد مصاعب السوريين في شمال غربي البلاد، وكأن حرب النظام لا تكفيهم، بل تزيد الكوارث الطبيعية معاناتهم بعد رحلة التهجير القاسية، حتى باتت عائلات بكاملها مجبرة على العمل لأجل تأمين لقمة العيش، في ظل تدني الأجور وقلة فرص العمل، وتفشي الفقر.

سطام الحسن أربعيني يعيش مع عائلته في منزل قرب أرض زراعية بمدينة معرة مصرين في ريف إدلب، شمال غربي سورية، تحيط به قطعة أرض مزروعة بالخيار البلدي، يعمل وأفراد أسرته في العناية بها ثم قطاف المحصول مقابل العيش بذلك المنزل.

لدى سطام ثمانية أولاد جميعهم يعملون في هذه الأرض مع زوجته أيضا بهدف تأمين سكنهم أولا، ويعملون أيضا في أماكن أخرى لجني المحاصيل بهدف الحصول على مال يؤمن لهم بقية حاجاتهم اليومية من طعام وشراب ولباس.

يقول سطام لـ"العربي الجديد"، إن دخله اليومي غير ثابت لأنه مرتبط بعدد ساعات العمل والفرص المتاحة للاشتغال، في ظل تدني الأجر فكل ساعة عمل في القطاف تساوي 5 ليرات تركية فقط، مؤكدا أن ما يجنيه هو وبعض أولاده من العمل بالكاد يساعده على تأمين الطعام والشراب والدواء.

ويعاني سطام من مرض مزمن له علاقة بالتهاب القصبات والانسداد الرئوي وهو مضطر لشراء دواء قيمته 500 ليرة تركية في كل شهر، ومجبر على العيش في هذا المكان رغم صعوبة العمل، لأنه يحتاج للهواء النقي على عكس أجواء المخيمات التي تضر بحالته الصحية.

لدى هذا السوري الكثير من الاحتياجات الأساسية، لكنه لا يستطيع تأمين معظمها، في منزله لا توجد كهرباء دائمة ويعتمد على ألواح الطاقة الشمسية، وفي الآونة الأخيرة انفجرت بطارية اللوحات ما أدى إلى احتراق الغرفة وتلف معظم مقتنياته.

يحن سطام لقريته تحتايا التي يتحدر منها في ناحية حيش، حيث منزله وأرضه التي كان يعمل فيها، أما اليوم فهو عامل لدى الآخرين وأولاده بعيدون عن مقاعد الدراسة بسبب اضطرارهم للعمل، وقد هجر قريته هرباً من القصف الذي يشنه النظام بشكل متكرر.

يقول سطام: "بعدما هجّرنا النظام من القرية منذ بضعة أعوام لجأنا إلى قرية جنديرس، شمال غرب مدينة حلب، وعملنا أنا وعائلتي في الزراعة، لكن الزلزال هدم البيت الذي كنا نعيش فيه والحمد لله خرجنا سالمين، لكني خسرت أثاث البيت ومعظم مقتنياتي، وبعد انتقالي إلى ريف إدلب خسرت ما تبقى منها بسبب انفجار البطارية".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

حال سطام لا يختلف عن أحوال آلاف العائلات السورية في شمال غربي البلاد، فقد جاءها زلزال السادس من فبراير/شباط الماضي، ليعمق المعاناة، ولتعيش النزوح مرة أخرى بعدما عاشته سابقا بسبب قصف النظام والطيران الروسي.

وكان زلزال السادس من فبراير/ شباط الماضي قد أدى إلى مقتل وإصابة آلاف السكان وتدمير أحياء بأكملها ونزوح آلاف العائلات مجددا في شمال غربي سورية، بسبب تصدع منازلهم أو دمارها جزئيا، وكان الدفاع المدني السوري قد أعلن المنطقة منكوبة.

ذات صلة

الصورة
حكاية نازح سوري، 19 يوليو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

فقد النازح السوري محمد طرمان ابنتيه بسبب الحرب السورية وظروف المخيمات التي تنعدم فيها أدنى شروط الحياة، فيما يحارب من أجل توفير الأدوية اللازمة لعلاج ابنه..
الصورة

منوعات

دفعت الحالة المعيشية المتردية وسوء الأوضاع في سورية أصحاب التحف والمقتنيات النادرة إلى بيعها، رغم ما تحمله من معانٍ اجتماعية ومعنوية وعائلية بالنسبة إليهم.
الصورة
غازي عنتاب ورشة حقوقية (العربي الجديد)

سياسة

المساءلة وعدم إفلات مرتكبي الانتهاكات من العقاب، وتوثيق تلك الانتهاكات في سورية، ملفات رئيسية بالنسبة لمعظم منظمات حقوق الإنسان السورية
الصورة
تحقيق تهريب السوريين

تحقيقات

للمرة الثانية يضطر السوريون إلى ترك كل ما يملكون وراء ظهورهم للنجاة بحياتهم، فراراً من حرب السودان، إذ يسلكون دروباً صحراوية شديدة الخطورة للانتقال إلى مصر