هؤلاء يصنعون الإعلام والرأي العام في تونس

20 مارس 2016
(Getty)
+ الخط -
برزت عدة وسائل إعلام جديدة بعد الثورة في تونس، وشهدت وسائل إعلام قديمة تحولات قلبت الموازين، وابتعدت عن النظام، فمن هم صانعو الإعلام والرأي العام في تونس؟

1- نبيل القروي وتحولات قناة نسمة
يعتبر نبيل القروي الذي كان من المقربين لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين واحداً من أبرز مالكي وسائل الإعلام في تونس، افتتح قبل الثورة قناة "نسمة" لتكون ثاني قناة خاصة. بعد تأسيسه للقناة اختار أن يوفر لها أكبر ضمانات الدعم الداخلي والخارجي من خلال الشراكة مع رجل الأعمال التونسي والمنتج السينمائي العالمي طارق بن عمار ورئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني.

وكانت "نسمة" في الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي شهدتها تونس سنة 2014 القناة المقربة من حزب "نداء تونس" ومن رئيس الحزب حينها والرئيس الحالي للجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي. كان القروي دائم النفي لعلاقته بحزب "نداء تونس" ليعلن بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية بأنه واحد من المؤسسين لهذا الحزب وليتولى بعد مؤتمر سوسة فى يناير/كانون الثاني 2016 مسؤولية في الهيئة السياسية للحزب، ويعلن استقالته من إدارة قناة "نسمة" لرفض القانون التونسي الجمع بين المسؤولية الحزبية وإدارة مؤسسة إعلامية.

2- أسامة بن سالم وحلم الإعلام الإسلامي
لأن القانون التونسي يمنع الجمع بين مسؤولية إدارة وسيلة إعلام والمسؤولية الحزبية فقد اختار أسامة بن سالم عضو مجلس شورى حركة النهضة الانسحاب من إدارة القناة ليتولى صديقه سامي الصيد مسؤولية الإشراف على تلفزيون "الزيتونة " لكن رغم ذلك فقد رفضت "الهايكا" منحه الإجازة القانونية لتبقى القناة تبث بطريقة غير قانونية. أرادها بن سالم تجسيداً لحلمه وحلم كثر بقناة ذات توجه إسلامي تدافع عن الثورة التونسية فكان له ذلك من خلال اعتماده في برامج القناة على إعلاميين مثل مقداد الماجري وصالح عطية وأمان الله المنصوري المعروفين بقربهم من التيار الإسلامي ومن حزب الرئيس التونسي السابق الدكتور محمد المنصف المرزوقي.

3- سامي الفهري من السجن إلى صانع نجوم السياسة
هو صاحب قناة "الحوار التونسي" التي اشتراها من الطاهر بن حسين المعارض السابق لنظام بن علي. كان الفهري شريكا سابقا لبلحسن الطرابلسي صهر الرئيس التونسي المخلوع في مؤسسة "كاكتيس برود" التي كانت تحتكر أغلب البرامج في التلفزيون الرسمي التونسي. اتهم بعد الثورة بالفساد المالي ليسجن من أغسطس/آب 2012 إلى 12 مارس/آذار 2013.

اقرأ أيضاً: هل تجاهل الإعلام التونسي فوز المرزوقي بجائزة دولية؟

يعتبر الفهري واحداً من صناع السياسيين في تونس وكذلك نجوم الفن لذا يحظى بمكانة خاصة لدى أغلب الفاعلين السياسيين التونسيين فبرامج قناته السياسية مثل "اليوم الثامن" و"لمن يجرؤ فقط" والاجتماعية "عندي مانقلك" والرياضية "ستاد التونسية" والفنية "كلام الناس" تحقق نسب مشاهدة عالية. وأكد بعض المصادر في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" أن الفهري يحسن إدارة اللعبة السياسية من خلال إدارته الناجحة للقناة التى يمتلكها لذا يسعى عدد من السياسيين إلى التقرب منه ليحظوا بفرص المشاركة في برامج قناته التي تمكنهم من توجيه رسائلهم للرأي العام التونسي.

4- معز بن غربية وقناة التاسعة
البعض يعتبر معز بن غربية المسؤول الأول على قناة "التاسعة" التى تحقق نجاحات كبرى في المشهد السمعي البصري التونسي، عدد من رجال أعمال تونسيين اختار الإعلام التلفزيوني منبراً للدفاع عن مصالحه. فعند تأسيس هذه القناة كان رجل الأعمال ورئيس جمعية النجم الرياضي الساحلي رضا شرف الدين أحد أبرز المساهمين فيها، لكن بعد انخراطه في البرلمان التونسي اختار أن يقدّم أسهمه لشقيقه تجنباً لأي شبهة سياسية خاصة أنه من قياديي حزب "نداء تونس". إلى جانب رضا شرف الدين يعتبر الوجه الرياضي ورجل الأعمال حسين جنيح واحداً من المساهمين البارزين في القناة، ينتمي جنيح إلى عائلة ثرية بالساحل التونسي معروفة بقربها من دوائر القرار والسلطة قبل وبعد الثورة.

5- شفيق جراية الرجل اللغز
يتكرر ذكر اسم رجل الأعمال التونسي شفيق جراية في المجال الإعلامي حيث يساهم من خلف الستار في إدارة عدد من وسائل الإعلام، فهو من يمول صحيفة "المساء" الأسبوعية المختصة بشتم معارضيه، كما تجمعه علاقة جيدة بعبد الحكيم بلحاج واحد من أبرز الشخصيات في ليبيا. مصادر خاصة تؤكد لـ"العربي الجديد" أن لجراية تأثير حتى في اختيار بعض مقدمي برامج القنوات التلفزيونية وهو معروف أيضاً بانتمائه لحزب "نداء تونس" ويعتبر واحداً من عرابي التقارب بين حزبي النداء والنهضة في تونس.

6- صراع الكبار في قناة حنبعل
هي أول قناة تلفزيونية خاصة في تونس، افتُتحت قبل الثورة من قبل رجل الأعمال العربي نصرة الذي تجمعه علاقة مصاهرة مع عائلة زوجة الرئيس التونسي المخلوع، وتعدد المساهمون بعد الثورة في القناة ومنهم رجال أعمال تونسيون أهمهم نورالدين حشيشة ورجل الأعمال السعودي من أصل فلسطيني طارق قدادة لتنطلق النزاعات القانونية بين الأطراف المالكة لهذه القناة التي تراجعت نسب مشاهدتها بشكل ملحوظ.

7- عبد الحميد عبد الله وقناة "تونسنا"
اختار رجل الأعمال التونسي عبد الحميد عبد الله إطلاق قناة "تونسنا " لتكون واجهة تجارية له حيث إنه لا يعتبر من المهتمين بالشؤون السياسية، فقناته لا تحقق نسب مشاهدة عالية وتركز على مناقشة المواضيع التجارية.

8- إذاعة "صراحة أف أم" والممولون المجهولون
هي واحدة من الإذاعات الجديدة في البلاد، وتؤكد عدة مصادر لـ"العربي الجديد" أنها قريبة من حركة النهضة التونسية، لكن الحركة لا تصرّح بذلك بشكل علني، كما أن برمجة الإذاعة لا تشير إلى ذلك مباشرة، إلا أن الهجوم الذي قامت به حليمة الهمامي أشار إلى عكس ذلك، حيث شنت هجوماً غير مسبوق على التيارات اليسارية ما دفع بـ "الهايكا" للتدخل، أمر أدى إلى جدل حقق نسبة استماع عالية للإذاعة.

9- سليم الرياحي وراديو كلمة
هو رجل أعمال تونسي ورئيس النادي الإفريقي، أكثر الأندية الرياضية شعبية في تونس، ورئيس حزب الاتحاد الوطني الحر، الحزب الذي يعد واحداً من أطراف الائتلاف الحاكم في تونس، تشير بعض المصادر أن الرياحي اشترى راديو "كلمة " من المناضلة الحقوقية سهام بن سدرين على الرغم من أن المالك القانوني للإذاعة هو باديس السافي، لكن تأكيد الخبر يحتاج إلى براهين قانونية، ويمتلك أيضاً ذبذبات قناة "التونسية " المتوقفة عن البث حالياً.


اقرأ أيضاً: قانون حق النفاذ إلى المعلومة: انتصار الحرية في تونس
المساهمون