هآرتس:اتفاق نيكسون - مائير السرّي عزّز مشروع إسرائيل النووي

31 اغسطس 2014
موافقة أميركا أتاحت لإسرائيل بناء مشروعها النووي(أموس بن غيرشوم/getty)
+ الخط -

كشفت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر صباح اليوم، أنّ التفاهمات التي توصلت إليها رئيسة الحكومة الإسرائيلية، جولدا مائير عام 1969 مع الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، أتاحت لإسرائيل مواصلة مشروعها الذري وبناء المفاعل النووي في ديمونا عبر معادلة واضحة تلتزم إسرائيل بموجبها بالاحتفاظ "بسرّية" نشاطها وبضبابيته في الإعلام.

وقالت الصحيفة إنّ الوثائق السرّية التي سُمح بنشرها الأسبوع الماضي في الولايات المتحدة (مع الإبقاء على سرّية نص المحادثات بين جولدا مائير وريتشارد نيكسون) تبيّن أن الثنائي اتفقا مبدئياً على: تبني إسرائيل خياراً تقنياً (أي ما يُسمّى اليوم بدولة حافة ذرية) لبناء سلاح ذري من العناصر التي قامت بتطويرها وبنائها، لكنّها لا تستخدم هذا الخيار ولا تستعمل السلاح المعدّ أصلاً للردع.

وبموجب هذا الاتفاق السرّي، لا يُطلب من إسرائيل التوقيع على المعاهدة الدولية لحظر نشر الأسلحة الذرية، وتوقف زيارة المفتشين والمراقبين الأميركيين إلى المفاعل الذري في ديمونا (بعدما رأت الإدارة الأميركية أنّ هذه الجولات لم تقدم دليلاً ملموساً على نشاط ذري إسرائيلي). في المقابل، تحرص إسرائيل على تنسيق أمني وثيق مع الولايات المتحدة، ولا يتم وضع الأخيرة في مواقف مفاجئة تتناقض مع مصالحها.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ هذه التفاهمات وُلدت بعد نهاية عهد الرئيس ليندون جونسون وبدء ولاية ريتشارد نيكسون، إذ تبين أن وزارة الخارجية التي كان على رأسها وليام روجرز، كانت الأقل معارضة للمشروع الذري الإسرائيلي، فيما كان وزير الدفاع الأميركي آرل ويلر من أشدّ المعارضين للمشروع. لكنّ مستشار الأمن القومي، هنري كيسنجر شكّل لجنة أوصت في نهاية المطاف بعدم معارضة المشروع الإسرائيلي خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى تسريع إسرائيل لمشروع بناء قوتها الذرية.

وكشفت التقارير الأميركية، كما نقلت "هآرتس"، أن سفير إسرائيل لدى واشنطن في ذلك الوقت، إسحاق رابين، لم يكلّف نفسه حتى مشقة إخفاء نوايا إسرائيل من وراء سعيها لتطوير السلاح الذري، قائلاً للأميركيين إنه في حال كانت إسرائيل في خطر وجودي فسيتم توجيه السلاح لإبادة الشعوب العربية.

 

وعقب المحلل الإسرائيلي للشؤون الاستخباراتية والأمنية، رونين بيرغمن، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية على كشف هذه الوثائق بقوله إنّها تؤكد عمليّاً أنّ الولايات المتحدة كانت على علم تام بحقيقة المفاعل الذري الإسرائيلي، وعلى إطلاع أوسع بكثير مما ظنه المسؤولون في إسرائيل.

وأضاف بيرغمان أنّه "منذ كشف مردخاي فعنونو تفاصيل المشروع الإسرائيلي عام 1987، لم يعد هناك مجال لنفي ما تملكه إسرائيل فتكفي كبسة على محرك "جوجل" لتعرف حجم الترسانة الإسرائيلية وأماكن تخزينها، لكنّ الرقابة العسكرية الإسرائيلية هي التي تحتم علينا دائماً أن نقول، حسب تقارير أجنبية".