14 نوفمبر 2024
نعم.. رجل والرجال قليل
أعني مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي الذي عبر عن موقف أمة كاملة بأقل من دقيقة، ليصبح أيقونة للقضية التي قد تضعف، وقد تمرض، وقد تتوارى، ولكنها أبداً لا تموت!
يستغرب كثيرون ممن لا يعرفون الكويت جيدا تسمية البرلمان الكويتي "مجلس الأمة"، معتقدين أن دولة صغيرة الحجم في مقاييس الجغرافيا لا ينبغي أن يحمل برلمانها على عاتقه ثقل هذه التسمية التي تشمل الأمة العربية بأسرها. لكن الكويت أثبتت دائما على صعيد السياسة الخارجية أنها أهلٌ لتلك التسمية التي لا يحملها البرلمان وحسب، وإنما يعزّزها الدستور في أكثر من مادة من مواده.
وفي الأسبوع الماضي، شهد العالم كله نموذجاً من النماذج التي ما انفكّت الكويت تقدّمها، توكيداً لدورها الكبير في خدمة الأمة وقضاياها. وهذه المرة، جاء النموذج في وقت من الأوقات الحرجة والملتبسة التي تمر بها علاقة العرب بالكيان الصهيوني المحتل، حيث يجري الحديث عن التطبيع الشامل بينهما علانية، وبشكل غير مسبوق تقريباً.
بخمس وأربعين ثانية فقط، لقن رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم، وفد الكيان الصهيوني إلى اجتماعات اتحاد البرلمان الدولي في سان بطرسبرغ، الأسبوع الماضي، درس العمر في أن الأمم لا تموت، وأن قضايا الحق تظل مشتعلةً في قلوب أهلها دائما، وأن ريح النضال قد تستكين قليلا، لكنها تهب أحيانا من حيث لا ينتظرها الخصوم! لقد نجح الغانم في استغلال تلك الثواني القليلة جدا أفضل استغلال، لإعادة إحياء قضية العرب الأولى، ودفعها مجدّدا إلى الواجهة، والتذكير بجرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين، والتنديد بها بشدة، وتحجيم ذلك الكيان المحتل بما يليق به، ويناسب وضعه الشاذ في تاريخ الأمم. وأخيرا، توجيه رسالة واضحة وبليغة إلى العالم كله بموقف العرب من هذا الكيان، ورفض التطبيع بكل أشكاله معه! وقد تعزّزت تلك الرسالة من خلال تأييد عارم لموقف رئيس البرلمان الكويتي من كل الشعوب العربية تقريبا، ما أحرج أنظمةً كانت تتسابق لمصافحة قادة إسرائيل، تحت رايات التطبيع!
الغريب الذي لم يعد غريباً في هذا الزمن الملتبس أن هناك عرباً، وبالذات خليجيين، انتقدوا موقف الغانم بشراسة، وبلغةٍ عصبيةٍ خلت من المنطق تماما، بل إن كثيرين منهم تجاوز مرحلة الانتقاد إلى الهجوم الذي لم يترك سلاحا يمكن استخدامه في مثل هذه المواقف إلا واستخدمه! ولعل قراءة سريعة لمواقف هؤلاء المهاجمين، ونصوصا من "المتلبرلين" الخليجيين، تكشف لنا سذاجة تفكيرهم، إن كنا نأخذ تلك المواقف بعفوية. أما إن أخذناها في سياق توجهاتهم الفكرية، فسنجد أنهم أصبحوا مجرّد أدواتٍ رخيصة في أيدي آخرين غير قادرين على مواجهة الأمة بخططهم الشريرة، فيحاولون التمهيد لها تدريجيا عبر عملية غسيل دماغ جماعي على يد هذا النفر من "المتلبرلين" الجدد.
اما أبرز حجج هؤلاء في مهاجمة رئيس مجلس الأمة الكويتي، على موقفه التاريخي في طرد ممثلي الكيان الصهيوني من قاعة اجتماعات اتحاد البرلمان الدولي، فهي أن هذا الموقف مجرد كلام في كلام، وأننا شبعنا من الكلام بلا فعل. وأن هذه المواقف التي وصفوها بالمتشنجة ضد إسرائيل لا تخدم عملية السلام المنشودة، والتي يسعى إليها كثيرون، بمن فيهم الفلسطينيون أنفسهم. وأن موقف مرزوق الغانم كله لم يكن سوى استعراض دعائي ممن لا يملك صفة في سياسة الكويت الخارجية. وبالتالي، لا يمكن الركون إليه عملياً... و... و.... وغيرها من تلك الحجج التي أرادت الانتقاص من قيمة أحد أجمل مواقف مجلس الأمة الكويتي في تاريخه العريق كله.
حجج متهافتة لا تصمد حتى لخمس وأربعين ثانية أمام حقيقة أن ما قام به الغانم ليس كلاماً، بل فعلاً حقيقياً أدى، وسيؤدي إلى نتائج بدأنا نتلمسها، وأن عملية السلام التي يقولون إن هذا الموقف لا يخدمها متعطلةٌ بمعزل عن هذا الموقف، منذ ما يقرب من ربع قرن، ولا أحد يدري إلى أين تتجه، ومتى ستتم! أما أن هذا الموقف لا يمثل سياسة الكويت الخارجية، فيكفي الخطاب الرائع من أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد، إلى رئيس مجلس الأمة، تأييدا وتعزيزا وتوكيدا على موقف الكويت، وموقف الأمة بأسرها تجاه قضية الأمة.
يستغرب كثيرون ممن لا يعرفون الكويت جيدا تسمية البرلمان الكويتي "مجلس الأمة"، معتقدين أن دولة صغيرة الحجم في مقاييس الجغرافيا لا ينبغي أن يحمل برلمانها على عاتقه ثقل هذه التسمية التي تشمل الأمة العربية بأسرها. لكن الكويت أثبتت دائما على صعيد السياسة الخارجية أنها أهلٌ لتلك التسمية التي لا يحملها البرلمان وحسب، وإنما يعزّزها الدستور في أكثر من مادة من مواده.
وفي الأسبوع الماضي، شهد العالم كله نموذجاً من النماذج التي ما انفكّت الكويت تقدّمها، توكيداً لدورها الكبير في خدمة الأمة وقضاياها. وهذه المرة، جاء النموذج في وقت من الأوقات الحرجة والملتبسة التي تمر بها علاقة العرب بالكيان الصهيوني المحتل، حيث يجري الحديث عن التطبيع الشامل بينهما علانية، وبشكل غير مسبوق تقريباً.
بخمس وأربعين ثانية فقط، لقن رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم، وفد الكيان الصهيوني إلى اجتماعات اتحاد البرلمان الدولي في سان بطرسبرغ، الأسبوع الماضي، درس العمر في أن الأمم لا تموت، وأن قضايا الحق تظل مشتعلةً في قلوب أهلها دائما، وأن ريح النضال قد تستكين قليلا، لكنها تهب أحيانا من حيث لا ينتظرها الخصوم! لقد نجح الغانم في استغلال تلك الثواني القليلة جدا أفضل استغلال، لإعادة إحياء قضية العرب الأولى، ودفعها مجدّدا إلى الواجهة، والتذكير بجرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين، والتنديد بها بشدة، وتحجيم ذلك الكيان المحتل بما يليق به، ويناسب وضعه الشاذ في تاريخ الأمم. وأخيرا، توجيه رسالة واضحة وبليغة إلى العالم كله بموقف العرب من هذا الكيان، ورفض التطبيع بكل أشكاله معه! وقد تعزّزت تلك الرسالة من خلال تأييد عارم لموقف رئيس البرلمان الكويتي من كل الشعوب العربية تقريبا، ما أحرج أنظمةً كانت تتسابق لمصافحة قادة إسرائيل، تحت رايات التطبيع!
الغريب الذي لم يعد غريباً في هذا الزمن الملتبس أن هناك عرباً، وبالذات خليجيين، انتقدوا موقف الغانم بشراسة، وبلغةٍ عصبيةٍ خلت من المنطق تماما، بل إن كثيرين منهم تجاوز مرحلة الانتقاد إلى الهجوم الذي لم يترك سلاحا يمكن استخدامه في مثل هذه المواقف إلا واستخدمه! ولعل قراءة سريعة لمواقف هؤلاء المهاجمين، ونصوصا من "المتلبرلين" الخليجيين، تكشف لنا سذاجة تفكيرهم، إن كنا نأخذ تلك المواقف بعفوية. أما إن أخذناها في سياق توجهاتهم الفكرية، فسنجد أنهم أصبحوا مجرّد أدواتٍ رخيصة في أيدي آخرين غير قادرين على مواجهة الأمة بخططهم الشريرة، فيحاولون التمهيد لها تدريجيا عبر عملية غسيل دماغ جماعي على يد هذا النفر من "المتلبرلين" الجدد.
اما أبرز حجج هؤلاء في مهاجمة رئيس مجلس الأمة الكويتي، على موقفه التاريخي في طرد ممثلي الكيان الصهيوني من قاعة اجتماعات اتحاد البرلمان الدولي، فهي أن هذا الموقف مجرد كلام في كلام، وأننا شبعنا من الكلام بلا فعل. وأن هذه المواقف التي وصفوها بالمتشنجة ضد إسرائيل لا تخدم عملية السلام المنشودة، والتي يسعى إليها كثيرون، بمن فيهم الفلسطينيون أنفسهم. وأن موقف مرزوق الغانم كله لم يكن سوى استعراض دعائي ممن لا يملك صفة في سياسة الكويت الخارجية. وبالتالي، لا يمكن الركون إليه عملياً... و... و.... وغيرها من تلك الحجج التي أرادت الانتقاص من قيمة أحد أجمل مواقف مجلس الأمة الكويتي في تاريخه العريق كله.
حجج متهافتة لا تصمد حتى لخمس وأربعين ثانية أمام حقيقة أن ما قام به الغانم ليس كلاماً، بل فعلاً حقيقياً أدى، وسيؤدي إلى نتائج بدأنا نتلمسها، وأن عملية السلام التي يقولون إن هذا الموقف لا يخدمها متعطلةٌ بمعزل عن هذا الموقف، منذ ما يقرب من ربع قرن، ولا أحد يدري إلى أين تتجه، ومتى ستتم! أما أن هذا الموقف لا يمثل سياسة الكويت الخارجية، فيكفي الخطاب الرائع من أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد، إلى رئيس مجلس الأمة، تأييدا وتعزيزا وتوكيدا على موقف الكويت، وموقف الأمة بأسرها تجاه قضية الأمة.