نظام الأوسكار

01 مارس 2016
(عمل لـ بانكسي في لوس أنجلس)
+ الخط -

لعل جائزة أفضل ممثل التي نالها ليوناردو ديكابريو قد حجبت البريق عن بقية المتوّجين في حفل الأوسكار الأخير. للمفارقة، كان أول من ظلمته الأضواء الموجّهة صوب ديكابريو هو صاحب الفضل الأول في هذا التتويج، مخرج فيلم "العائد"، أليخاندرو إيناريتو.

فإذا كان الممثل قد كسر عقدة عدم حصوله على الأوسكار، فإن السينمائي المكسيكي حاز جائزة أفضل مخرج للسنة الثانية على التوالي، وهو ما لم يتحقق منذ أكثر من ستة عقود.

هذه الوضعية التي يبتلع فيها "النجوم" كل كمية الضوء المحيطة بهم جزء من المعادلة الهوليوودية/ الرأسمالية وإكراهاتها، التي سلّم بها معظم المتداخلين في اللعبة السينمائية، في ما عدا بعض التيارات والتجارب التي طالما تطلعت إلى كسر هذا "القَدَر".

وضعية تعبّر عن تسلّط السوق على كل مشروع فني، ومحاولة إدماج كل شيء في مقتضيات ربحية تبسط مسالك، غالباً ما يجد الجميع أنفسهم مجبرين على السير فيها. كيف الوصول إلى جزء كبير من الجمهور دون المرور من هذه المسالك؟ تلك معضلة حاول الكثيرون فكّها.

ثمة من ظن بأن وسائل الاتصال الحديثة ستغيّر من المعادلة، غير أن مرور مدّة من الزمن أكّد ثباتها. تشابُه حفلات تسليم الأوسكار يؤكد ذلك، من الديكور إلى الجوائز وحساباتها. لا تزال الأوركسترا السينمائية تعزف تنويعات على مقام واحد؛ إنه نظام عالمي موحّد يتجلّى في أروقة السياسة أو عبر منصات السينما.

دلالات
المساهمون