وتزامنت تصريحات الأسد، التي نقلتها وكالة الأنباء السوريّة الرسميّة (سانا)، بعد استقباله دو ميستورا، اليوم، مع تحذير وزير المصالحة الوطنية في سورية علي حيدر، من أنّ "أيّ عمل كان، من أي نوع كان، من دون موافقة الحكومة السوريّة، هو اعتداء على سورية"، بعد ساعات على إعلان الرئيس الاميركي، باراك اوباما، عزمه شنّ حرب "بلا هوادة" ضد تنظيم "داعش"، تشمل توسيع نطاق الغارات الجوية التي تشنّها المقاتلات الأميركيّة ضده في العراق، وتوجيه ضربات ضده في سورية ودعم المعارضة المسلحة "المعتدلة".
وقال حيدر، رداً على أسئلة الصحافيين، بعد استقباله دو ميستورا في دمشق، اليوم الخميس، إنّه "في القانون الدولي، لا بدّ من التعاون مع سورية، والتنسيق مع سورية، وموافقة سورية على أي عمل، كان عسكريّاً أم غير عسكري، على الأرض السورية". وشدّد على أنّه "ليس هناك إمكانية للحديث عن الرد السوري على أي اعتداء على سورية، إلا في حينه، بحسب نوع الاعتداء".
وكان دو ميستورا، وصل إلى دمشق، قبل يومين، وشدّد على ضرورة مواجهة "المجموعات الارهابيّة"، على أن يترافق ذلك، مع حلول سياسيّة "جامعة" للأزمة السوريّة. وقال، في مؤتمر صحافي، عقده بعد لقائه الأسد، اليوم الخميس، إنّه "يجب مواجهة المجموعات الإرهابيّة، والمجتمع الدولي، يقترب أكثر فأكثر، من التحرّك في هذا المجال".
واعتبر دو ميستورا أنّه "لا يوجد تعارض، بل ثمة تكامل في محاربة الإرهاب، من خلال إجراءات أمنيّة، وأيضاً من خلال مسار سياسي متسارع وفعال وجامع، يساهم في عزل الإرهابيين عن باقي الشعب". ودعا إلى "مساعدة السوريين على التوصّل إلى حلّ سياسي خاص بهم، يساهم في إنهاء الأزمة المستمرة، منذ أكثر من ثلاثة أعوام".
وأوضح دو ميستورا، أنّ "المبادئ التوجيهيّة والنتائج، التي توصّل اليها سلفاي المرموقان (كوفي أنان والأخضر الابراهيمي) لن تضيع، لكن علينا أيضاً في هذا الوقت، أن نأخذ في الاعتبار، الوقائع الجديدة والتطورات". ولفت إلى "تصاعد أخطار التنظيمات الإرهابية، التي حدّدها قرار مجلس الامن الرقم 2170"، الصادر منتصف أغسطس/ آب الماضي، والذي يستهدف المقاتلين المتطرفين في سوريا والعراق، خصوصاً، "الدولة الاسلامية" و"جبهة النصرة" المرتبطة بـ"القاعدة".
وأشار دو ميستورا، إلى "أولويّة مهمة القرار 2170، والخبر الجيد هو أن الجميع بات يشعر بالحاجة الى وجود مبادرة معيّنة، في ما يتعلق بالإرهاب الذي أصبح تهديداً للجميع في المنطقة وما بعدها". وقال إنّ "الخطر الإرهابي أصبح همّاً عالميّاً يتشارك فيه الجميع". لكنه لفت، في الوقت نفسه، إلى أن "محاربة الارهاب تتطلب تسريع المسار السياسي، الذي سيقود إلى وضع أمني مختلف ووضع أفضل للعائلات في سوريا". وأضاف: "هذا أيضاً أولويّة بالنسبة إلينا. الأمران يسيران بالتوازي".
وأكد أنّ "الأمم المتحدة ستتعامل بجديّة أكبر، مع أولويّة محاولة خفض مستوى العنف وإعادة نوع من الحياة الطبيعيّة الى السوريين". وقال دو ميستورا إنّه عقد "لقاءات مفيدة" في دمشق، التي وصلها الأربعاء، برفقة مساعده رمزي عز الدين رمزي، ووصف لقاءه الأسد بانّه كان "طويلاً ومفيداً جداً".
وكان الأسد أكّد للمبعوث الدولي، وفق سانا، استعداد الحكومة السورية "لمواصلة العمل مع المبعوث الدولي وتقديم الدعم والتعاون اللازمين لإنجاح مهمّته، بما يحقّق مصلحة الشعب السوري، في الوصول إلى حلّ يضمن الخلاص من الإرهاب، والقضاء على تنظيماته، بمختلف مسمياتها". ولفت إلى أنّ "نجاح دو ميستورا في مهمته هو نجاح لسورية وشعبها".
ومن المقرّر أن يلتقي المبعوث الدولي، بعد ظهر اليوم الخميس، أعضاء في معارضة الداخل المقبولة من النظام السوري.