نصف فلاحي العراق يهجرون أراضيهم... ودعوات لدعم القطاع

08 اغسطس 2020
أزمات تواجه المزارعين العراقيين (العربي الجديد)
+ الخط -

رغم الانتعاش الواضح في القطاع الزراعي العراقي، وما حققه أخيرا من معدلات إنتاج مرتفعة حققت اكتفاء ذاتيا للبلاد بأكثر من 25 منتجاً توقف عن استيرادها من إيران وتركيا والأردن كالبطاطس والطماطم والخيار وبيض المائدة، إلا أن لجنة الزراعة في البرلمان العراقي كشفت أخيرا عن أرقام جديدة تتعلق بنسبة الفلاحين الذين تركوا مهنة الزراعة بحثا عن مهن أخرى.

وقال مقرر لجنة الزراعة في البرلمان العراقي جمال فاخر، إن العراق فقد نحو 50 في المائة من فلاحيه في السنوات الأخيرة، إذ دفعتهم الظروف الصعبة إلى اللجوء لمهن أخرى لكسب لقمة العيش، مؤكدا في بيان صحافي أن إحياء القطاع الزراعي وتوفير كل عوامل الدعم ينبغي أن تكون أولوية لدى الحكومة، باعتبار تأمين المحاصيل الزراعية تأتي ضمن مبادئ الأمن الغذائي، فضلا عن تأثيرها في امتصاص نسبة كبيرة من البطالة في البلاد.

والشهر الماضي أعلنت وزارة الزراعة العراقية عن تحقيق طفرة كبيرة في الإنتاج بمحاصيل مختلفة تجاوزت الخمسة وعشرين محصولا، قبل أن تصدر بيانا آخر تعلن فيه عن منع استيراد 24 مادة زراعة من دول الجوار لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وقال مسؤول عراقي في بغداد لـ"العربي الجديد"، إن الأرقام المتوفرة تتحدث عن هجرة أكثر من ربع مليون فلاح عمله في السنوات الماضية، واتجهوا لمهن أخرى مثل سائقي سيارات الأجرة أو عمال بناء أو بائعين متجولين، كاشفا عن أن السلطات تعد خطة واسعة تقوم على شراء منتجات الفلاحين بأسعار جيدة، مع إعادة نظام الدعم للأسمدة والبذور وتأمين قروض للفلاحين عبر مصرفي الرشيد والرافدين الحكوميين.

عبد السلام البغدادي مستثمر زراعي في مقاطعات زراعية جنوبي العاصمة بغداد، ويملك نحو 70 دونما زراعيا تحدث لـ"العربي الجديد" عن شح المياه وارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات، فضلا عن رداءة نوعيتها، ما أدى إلى كثرة الآفات الزراعية، إضافة إلى ارتفاع كلفة الزراعة في العراق في مقابل تدني أسعار المزروعات المستوردة، ما ينتج منافسة في متكافئة في الأسواق. وتابع "حاليا نحتاج في العراق إلى دعم من الحكومة بأسمدة ومبيدات جيدة، وحمايتنا من المستورد وتأثيره على السوق، هذا ما سينعش الزراعة ويعيدها إلى مكانتها، وإلا فان البحث عن عمل آخر أفضل لنا ولأسرنا وتوفير للجهد والمال.

عضو اتحاد الفلاحين والمزارعين العراقيين أحمد المولى، قال إنه على الرغم من التقدم المتحقق في قطاع الزراعة بالعراق، لكن ما زال هناك الكثير لإصلاحه فالخراب كبير. وأضاف لـ"العربي الجديد"، "أجبرت جائحة كورونا السلطات على إغلاق الحدود وتوقف الاستيراد لأيام فوجد الفلاح من يشتري محصوله، ولولا الجائحة ما حصل ذلك لذا على الحكومة تحويل المحنة إلى منحة، وإعادة من ترك أرضه ومزرعته إليها وإنهاء الفساد قبل كل شيء في وزارة الزراعة".

وأكد المولى على أن التوجه الشعبي في العراق نحو البضائع المحلية لعب دورا مهما لا يمكن إنكاره، والحكومة الآن مطالبة بتضميد جراح الفلاحين، بعد سنوات إهمال قاسية يمكن وصفها بسنوات إعلان الحرب ضد الزراعة.

المساهمون