نساء غزّة: مسيرتان في مكان واحد

08 مارس 2014
+ الخط -
مسيرتان، لا مسيرة واحدة، احتفالاً بيوم المرأة العالمي في غزة، إحداهما نظمتها الحركة النسائية في حماس، والأخرى لشبكة المنظمات الأهلية واتحاد المرأة المقرّب من فتح. ورغم تشابه الشعارات المرفوعة في المسيرتين، إلا أن مسافة فصلت بين المشاركات فيهما.
في المكان نفسه، أمام مقر الأمم المتحدة بغزة، وقفت نساء مختلفات يطالبن بحقوقهن ورفع الحصار عن القطاع الذي أثّر سلباً عليهن وعلى أُسرهن، وأخريات يحملن شعارات مشابهة مع أخرى تطالب بضرورة إنهاء الانقسام السياسي بين حركتي حماس وفتح.
ويعكس المشهد السابق، حالة من غياب الثقة بين الأطراف الفلسطينية، في ظل عودة الاتهامات بينهما والتصعيد الإعلامي، بعد فشل محاولة أخيرة للتقارب بينهما وتنفيذ المصالحة.
وكان يفترض أن تشارك نحو 80 ناشطة عربية ودولية في مسيرة شبكة المنظمات الأهلية، إلا أن السلطات المصرية احتجزتهن في مطار القاهرة ورحّلتهن من حيث أتين، ورفضت السماح لهن بالسفر إلى غزة للمشاركة في فعاليات يوم المرأة العالمي.
وفي مسيرة الشبكة، التي تضم نحو 40 منظمة فاعلة في المجال الأهلي، طالبت منسّقة قطاع المرأة، تغريد جمعة، المنظمات والاتحادات النسوية حول العالم بتعزيز تضامنهن مع المرأة الفلسطينية ودعم صمودها ونضالاتها سواء في سبيل التحرر الوطني أو التحرر الاجتماعي، لأنهما معركتان لا تنفصلان.
ودعتها كذلك للضغط على حكوماتها للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني "لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضينا ودعم قيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
وناشدت جمعة، باسم المشاركات، كل الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية للارتقاء بمستوى المسؤولية الوطنية والإسراع إلى إنهاء الانقسام السياسي والعمل على إعادة بناء هيئات منظمة التحرير الفلسطينية التي وصفتها بالممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
وفي المسيرة الأخرى، قالت مسؤولة العمل النسائي بحماس، رجاء الحلبي، إن كل ما يحاك ضد شعبنا الفلسطيني وقرارات حظر حماس واعتبارها إرهابية ما هو إلا خدمة لعدونا وعدو الأمة الاحتلال الإسرائيلي وننتظر إعادة النظر في مثل هذه القرارات.
وطالبت الحلبي الاحتلال الإسرائيلي برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، إلى جانب فتح المعابر وأهمها معبر رفح البري المغلق في وجه الغزيين منذ نحو شهر، وإدخال المواد الإنسانية والغذائية للشعب في غزة الذي يعاني الويلات.
وأكدت أن المرأة الفلسطينية تدفع فاتورة الحصار والاحتلال، وأنها باتت مهددة في أسرتها وحياتها ومعيشتها في ظل الوضع الصعب الذي تعيشه، وطالبت الدول العربية والإسلامية بالتحرك نصرة للشعب الفلسطيني كله ولوقف الاعتداءات عليه وحصاره وتجويعه.