نساء جنوب السودان.. معاناة مزدوجة مع الإيدز

26 فبراير 2015
معاناة النساء في جنوب السودان (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -


عندما تكتشف إحدى النساء في جنوب السودان، إصابتها بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، تصبح بين المطرقة والسندان، فإما مصارحة الزوج، وهو ما يؤدي غالباً لمشاكل أقلها العنف الأسري وليس آخرها الهجر، أو إخفاء الأمر، ما قد ينتج عنه نقل الإصابة إلى الزوج أو حرمانه من فرصة العلاج إذا كان مصاباً بالفعل.

شارون بن أباي (33 عاماً)، واحدة من هؤلاء المعذبات بعدما هجرها زوجها، عندما اكتشف إصابتها بفيروس "الإيدز" إثر خضوعها لاختبارات طبية. وقالت: "عندما علم زوجي أنني مصابة بفيروس الإيدز، هجرني، ولم أسمع شيئاً منه منذ ذلك الحين"، وكانت في وحدة رعاية ما قبل الولادة في مستشفى جوبا التعليمي، حيث تذهب لإجراء فحوص طبية روتينية.

وأشارت إلى أنها اكتشفت إصابتها بالفيروس في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، عندما كانت في شهرها الثاني من حملها الحالي، الذي فقدت قبله اثنين من أطفالها الأربعة. وأضافت "أقاربي يحاولون في الوقت الراهن معرفة مكان زوجي" وفقا لوكالة الأناضول.

وتابعت سرد تفاصيل معاناتها "عندما اكتشفت إصابتي، لم أخبر زوجي، لا أعرف كيف عرف ذلك، ولكنه فرّ من دون الخضوع لاختبارات".

من جهتها، قالت لوسيا فيلينتينو، المسؤولة الطبية عن قسم (بي إم تي سي تي): "أبلغت العديد من النساء عن تعرضهن لدرجات متفاوتة من العنف، فبعضهن تعرض للضرب، والطرد من المنزل، أو الإهمال التام من قبل أزواجهن"، مؤكدة أنه "ينبغي على الأزواج أن يأتوا لإجراء الاختبارات".

وتابعت "إنها ليست نهاية العالم، فالأم سوف تنجب أطفالاً غير مصابين بفيروس الإيدز، وسوف يعيشون مثل الآخرين، ولكنها كلما جاءت مبكراً لإجراء الاختبارات كان ذلك أفضل".

و"بي إم تي سي تي"، برنامج حكومي يشترط أن تخضع النساء الحوامل لاختبار فيروس الإيدز، وأولئك اللاتي يكتشف إصابتهن يصار مساعدتهن في ولادة أطفال غير مصابين بالفيروس.

وتابعت "لدينا كثير من الوعي بشأن الفيروس، ونساؤنا أصبحن على درجة من الوعي أفضل من ذي قبل، والآن يطلبن إجراء اختبارات الفيروس". وتقدر لجنة الإيدز في جنوب السودان عدد السكان المصابين بالفيروس في البلاد بما يربو على 150 ألف مصاب.

وأظهرت دراسة لرصد الفيروس أجرتها لجنة الإيدز وشركاؤها العام 2010 وجود 5913 حاملاً للفيروس في 24 موقعاً للرعاية ما قبل الولادة في أنحاء جنوب السودان، وأن معدل انتشاره 3 في المئة ، وأن حوالي 93,5 في المئة من هذه النسبة هن نساء متزوجات.

وأشار مسح استطلاعي أجري عام 2006 أن مستوى الوعي بالوقاية من الفيروس كان منخفضاً بشكل مذهل بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماً.

ونوهت فيلينتينو بأن برنامجها تمكن من إقناع بعض الأزواج بأن يأتوا لإجراء اختبار الفيروس، وإذا كانت نتائج اختباراتهم إيجابية، يتم تسجيلهم لتلقي العلاج، على الرغم من أن هذا يحدث في كثير من الأحيان بعد معاناة كبيرة.

أحد هؤلاء الأزواج هو جون أولوكو، الذي اكتشف إصابته بالفيروس في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي بالتزامن مع إجراء زوجته فحوصات ما قبل الولادة.

وقال وهو يصطحب زوجته إلى مركز الرعاية "كان الأمر فظيعاً عندما علمت لأول مرة أنها مصابة بفيروس الإيدز، لم أكن أتصور ذلك، وانهرت تماماً".

وأضاف "عندما أبلغتني أنهم يطلبون مني المجيء هنا (في المستشفى)، رفضت في البداية، ولكني ذهبت معها في نهاية المطاف في يناير/ كانون الثاني"، وتابع "أدركت أن الإصابة بالإيدز ليست نهاية العالم، وتعلمت تقبل الأمر، وأننا مع الالتزام بما يقوله الطبيب لن نموت بسرعة".

اقرأ أيضاً:

النحل والعسل يولّدان الأمل في جنوب السودان