يعاني نزلاء السجون العراقية من أوضاع متردية ونقص في الغذاء والماء والدواء، فضلاً عن سوء المعاملة من قبل حراس السجون. وتضاعفت معاناتهم في رمضان، لأنهم مجبرون على تقسيم الوجبة الواحدة القليلة التي تصلهم في اليوم بين الإفطار والسحور.
ويقول علي وهاب إن ولده الذي اعتقلته القوات العراقية العام الماضي على خلفية تورطه في عملية قتل خطأ أثناء مشاجرة، يعاني من أوضاع إنسانية صعبة في سجن الرمادي بمحافظة الأنبار (غرب العراق)، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أنه يشكو من سوء معاملة الحراس المسؤولين عن السجن، فضلاً عن قلة الطعام والماء والدواء.
وأضاف "عند زيارتي الأخيرة لولدي قبل نحو أسبوع أخبرني ابني أنه ما عاد يقوى على الصيام بسبب الجوع، وأكد لي أن إدارة السجن تقدم وجبة واحدة فقط، وعلى السجين أن يقسمها بين الفطور والسحور على الرغم من قلتها".
وتابع "حتى وجبات الفطور التي نرسلها إلى ولدنا أغلبها لم تصل إليه لأن من يتسلمها يعطيها لحراس السجن في حال لم يتقاضوا رشاوى مقابل إيصالها"، مبيناً أن ابنه أبلغه بأن سجناء كثراً اضطروا للإفطار بسبب عدم قدرتهم على إكمال الصيام.
ويقول أحد الضباط المشرفين على سجن الرمادي إن الوجبة التي تقدم يومياً للسجناء هي السقف الأعلى الذي يمكن تقديمه، مبيناً لـ "العربي الجديد" أن "إدارة السجن ملزمة بتقديم الطعام الذي يتناسب مع المواد التي تصل إلينا". وأضاف "لا يمكن إنكار أن أغلب السجناء يعتمدون على ما يأتيهم من ذويهم من طعام"، مؤكداً أن نقص الطعام في السجون ظاهرة ليست جديدة.
أما ماهر أحمد الذي خرج من سجن الرصافة ببغداد يوم الجمعة الماضي، فقد أكد أن الحال فيه لا تختلف عن بقية السجون، وتقدم للسجناء فيه وجبة واحدة معدة بطريقة سيئة جداً. وأوضح لـ "العربي الجديد" أن وجبات الطعام تعدّ بالتعاون مع بعض السجناء الذين يملكون الحد الأدنى من خبرة الطهي.
وتابع أن "وجبة واحدة تقدم عند الفطور تتضمن الشوربة وقليلاً من الأرز وقطعة فاكهة واحدة"، مبيناً أن على الصائم أن يكتفي بهذه الوجبة للفطور والسحور. وأشار إلى أن أوضاع السجناء الإنسانية مزرية، ومن لا يحصل على أطعمة وأدوية من ذويه تكون أوضاعه مزرية داخل السجن، مؤكداً أن معاملة حراس السجن مع النزلاء سيئة جداً، وتزيد من معاناة السجناء.
وينتقد الناشط في مجال حقوق الإنسان محمد العاني عدم مبالاة السلطات العراقية بأوضاع السجناء، خصوصا في شهر رمضان، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن "ظاهرة البؤس في السجون ليست جديدة".
وأوضح أن السجين مهما كان الجرم الذي اقترفه يبقى إنساناً يقضي جزاءه العادل، ثم يعود ليعيش حراً في المجتمع. وبيّن أن ذلك يحتم الاهتمام بأوضاع السجناء، وعدم تركهم يعانون خلف القضبان.