استطاعت عدد من الفنانات، هذا العام، أن يقلبن ميزان النجاح، الذي كان يعتمد سابقاً على أن يستيقظن بكامل مكياجهن في أعمالهن، ولا يملكن الثقة في أنفسهن ولا الشجاعة الكافية لمواجهة الجمهور بوجوه طبيعية تماماً.
نيللي كريم
ولعل نيللي كريم تأتي في مقدمة أولئك الفنانات اللواتي أثبتن أن الفن لا علاقة له بالصبغات والألوان وأحمر الشفاه وطبقات كريم الأساس، وغيّرن تفكير المخرجين الذين لطالما اعتقدوا أنه عليهم البحث عن نجمة بمواصفات "ملونة"، إذ بدأت الرحلة من مسلسل "ذات"، ثم كرست الفكرة بشكل كامل في مسلسل "سجن النساء" الذي تربع على المراتب الأولى العام الماضي، وتجاوز ببساطته كل أعمال النجمات المبالغات في التجميل والتأنق، وواصلت نيللي ظهورها بدون بهارات في مسلسل "تحت السيطرة" لتثبت أنها تعتمد على موهبتها فقط، رغم كونها امرأة جميلة فعلا، وليس على أي شيء آخر لتكرس مفهوم الفن الحقيقي الذي من الطبيعي أن يكون بعيداً عن الابتذال والسطحية.
جميلة عوض
أما جميلة عوض، الشابة ذات الملامح الهادئة، التي تقدم دور هانيا إلى جانب نيللي كريم في "تحت السيطرة"، فقد قررت أيضا أن تنتهج نفس نهج نيللي، فحازت نجومية واسعة هذا العام دون أن تتقمص دور الفنانة الدلوعة أو الفاتنة الصغيرة، حيث أحب الناس نظرتها المنكسرة ووجهها البريء وتعاطفوا مع دور "هانيا" رغم انحرافها وإدمانها.
سيمون
الممثلة والمطربة سيمون دخلت السباق هذا العام حاملة لواء موهبتها، لتنتصر في دور "حارسة الموقف"، التي تحولت إلى "صاحبة مكتبة" داخل معترك مسلسل "بين السرايات"، شخصية تتطور خلال الحلقات وتواجه الناس بلا رتوشات تجميلية، بوجه طبيعي جدا تقمص الدور بطريقة مثالية أكثر من المتوقع، لتنضم بذلك إلى الفنانات اللواتي نجحن في تغيير فكرة "النجمة الملونّة والمحقونة بالسيلكون والبوتكس".
نسرين أمين
موهبة أخرى، اكتشفها الجمهور العام الماضي في "سجن النساء" رغم كونها بدأت مشوارها قبله من خلال أدوار تسير في نفس النهج. إنها الممثلة، نسرين أمين، التي تؤدي هذا العام دور "قمر" في مسلسل "بين السرايات"، والتي أثبتت أن الموهبة الحقيقية تستطيع أن تستثمر ملامحها بدون سكّر، وأن تجعل الجمهور ينتظرها حتى إن كانت تؤدي دور فتاة بشعة وسطحية ، فالجميع يتذكرها منذ العام الماضي ويتذكر مشهدها مع المغنية روبي التي كانت لفترة طويلةا رمزاً للإغراء ولم تنجح فعلا في التمثيل إلا حينما واجهت الجمهور بوجه بائس ومتعب لتغيّر نظرة كثيرين حول موهبتها.
إيمي سمير غانم
أما إيمي سمير غانم، فقد شاركت في مسلسل "حق ميت" هذا العام ، وأدت دور فتاة بسيطة وقليلة الجمال والحيلة، لتزلزل فكرة النجمة الفاتنة التي يجب أن تكون أجمل من حولها لكي يعشقها البطل، حسن الرداد، ويكون مخلصا لها، في محاولة لتكريس مفهوم "جمال الروح" الذي أصبح شبه منعدم منذ سنوات في الأعمال الفنية العربية بشكل عام، سواء في الدراما أو السينما، ويمكن القول إن هناك تغييرا ما يحدث في المشهد الدرامي وظهر جليا هذا العام ، حيث بدأ الجمهور والمخرجون يبحثون عن وجوه طبيعية خالية من المبالغات التجميلية لصناعة أعمال أكثر واقعية وإبداعاً.
اقرأ أيضاً: نيللي كريم تروي تفاصيل التحضير لـ"تحت السيطرة"