قضية ديدي: هل وصلت "مي تو" إلى صناعة الموسيقى أخيراً؟

06 أكتوبر 2024
شون "ديدي" كومبس في حفل بيلبورد، 15 مايو 2022 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الاتهامات ضد شون كومبس، المعروف بـ"ديدي"، بإدارة حلقة جنسية إجرامية، قد تكون نقطة تحول في صناعة الموسيقى، مما يثير آمال الناشطين في المساءلة.
- رغم إدانة آر كيلي سابقًا، لم تحدث تغييرات ثقافية واسعة في الصناعة، حيث يُتسامح مع سلوك نجوم الروك السيئ، ويُعتبر مفهوم "العباقرة" حماية لبعض الفنانين.
- العرق يلعب دورًا في التعامل مع القضايا ضد المشاهير، حيث تفتقر الضحايا السوداوات للقوة النجمية، مما يبرز التحديات في معالجة ثقافة الاغتصاب وكراهية النساء.

عكس هوليوود ووسائل الإعلام، تجنّبت صناعة الموسيقى لفترة طويلة حركة "مي تو" لفضح سوء السلوك الجنسي، لكن التُّهم الضخمة الموجهة إلى قطب الهيب هوب شون كومبس قد تكون نقطة تحوّل. ويقول المدعون الفيدراليون إن الفنان المعروف بأسماء مستعارة مختلفة، بما في ذلك "ديدي"، كان يدير حلقة جنسية إجرامية تفترس النساء وتبتزهن لإسكاتهن، وهي الاتهامات التي جعلت الناشطين والمتابعين يأملون في أن تكون لحظة المساءلة الموسيقية قد حانت، وقد تعزّز أملهم بدعوى جماعية ضخمة أعقبت اتهامات "ديدي" الفيدرالية، بالإضافة إلى دعوى قضائية جديدة ضد نجم موسيقى الكونتري، غارث بروكس، تورد وكالة فرانس برس للأنباء.

وعندما تفجّرت سلسلة من الاتهامات ضد صانع أغاني الآر أند بي الشهير آر كيلي قبل خمس سنوات، تساءلت وسائل الإعلام عمّا إذا كانت هذه بداية لتغيير كبير في صناعة الموسيقى. أدين كيلي وحُكم عليه بالسجن لأكثر من 30 عاماً بتهم ارتكاب جرائم جنسية ضد الأطفال والاتجار بالجنس والابتزاز. وقد كان هذا الحدث علامة فارقة في حركة مي تو، باعتبارها أول محاكمة كبرى بسبب انتهاكات جنسية حيث كانت أغلبية المتهمات من النساء السود. ومع ذلك، لم تحدث تحوّلات ثقافية أوسع في صناعة الموسيقى، التي طالما اعتُبرت معقلاً للجنس والمخدرات والروك أند رول.

لماذا تأخّرت "مي تو" عن صناعة الموسيقى؟

وجّهت النساء على مرّ السنين اتهامات خطيرة ضد هؤلاء وغيرهم من الرجال الأقوياء في صناعة الموسيقى، مثل مغنية الروك مارلين مانسون، وقطب الموسيقى راسل سيمونز، ودي جي ديبلو، والمنتج دكتور لوك. لكن لم تَلِ ذلك سوى تداعيات قليلة. ونقلت "فرانس برس" عن الأستاذة في كلية أوكسيدنتال، كارولين هيلدمان: "هناك إذن كامل نمنحه لنجوم الروك بسبب مجاز نجم الروك"، "لقد استوعب الكثير من الناجين الذين تحدثت معهم من صناعة الموسيقى فكرة نجم الروك، وكان عليهم أن يتوقعوا" سلوكاً سيئاً فقط "لأنه كان نجم روك".

وتقول أستاذة دراسات المرأة والجنس في جامعة واشنطن ولي، كيت غروفر، إن مفهوم "العباقرة" واضح بشكل خاص في الموسيقى، إذ "بمجرد أن نصنف شخصاً ما على أنه عبقري، فإن هذا يخلق نوعاً من نموذج الندرة"، بحيث يُنظر إليه على أنه كبير جداً بحيث لا يمكن السماح له بالفشل، لكن النساء "يُنظر إليهن على أنهن أكثر قابلية للاستغناء عنهن في صناعة الموسيقى من الرجال". 

ويقول خبراء عدة إن العِرق عامل واضح عند النظر في القضايا ضد المشاهير التي تؤخذ على محمل الجد من قبل عامة الناس. توضح غروفر أن الضحايا في دعاوى كيلي كُنّ فتيات ونساء سوداوات صغيرات "لم يكن لديهن قوة نجمية مثل ممثلات عدة تقدّمن ضد هارفي وينستين".

"ديدي" وآخرون... إمبراطوريات تسكت الضحايا

تلفت هيلدمان إلى أن كبار موسيقيي البوب ​​هم في كثير من الأحيان إمبراطوريات في حد ذاتها، "يوظفون أشخاصاً يساعدونهم في سنوات ارتكابهم للجرائم". منذ الدعوى القضائية الأولية ضد "ديدي" من قبل شريكته كاسي فينتورا، تبع ذلك دعاوى قضائية مماثلة. وهو مسجون بتهم فيدرالية تتعلّق بالابتزاز والاتجار بالجنس، في انتظار المحاكمة. وتقول هيلدمان إن حجم الدعوى الجماعية المرفوعة ضده والتي تلت ذلك الأسبوع "يتحدث حقاً عن قوة بعض الأشخاص في صناعة الموسيقى لحشد شهرتهم ومواردهم لإسكات الناجين".

وتبعت دعوى فينتورا أيضاً موجة من الدعاوى القضائية ضد رجال أقوياء آخرين في الموسيقى، من الفنانين إلى الرؤساء التنفيذيين. كتبت المغنية وكاتبة الأغاني والناشطة تيفاني ريد، التي عملت مع فينتورا، في رسالة مفتوحة إلى "ديدي" في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن الادعاءات التي لا تعد ولا تحصى أكدت "خطورة الموقف"، وأن "القضايا المنهجية لثقافة الاغتصاب وكراهية النساء المتجذرة بعمق في صناعة الموسيقى تشكل تهديداً حقيقياً لسلامة أشخاص عدة كل يوم في هذا العمل"، "كيف يمكننا أن نتوقع تغييراً ذا مغزى عندما يواجه كبار القادة والنجوم اتهامات بهذه الجرائم؟".

المساهمون