نتنياهو يحمل قطعة يقول إنها لطائرة إيرانية ويهدد بضرب طهران.. وظريف يستهزئ
وعرض نتنياهو، خلال كلمته أمام مؤتمر ميونخ للشؤون الأمنية، ما قال إنه "جزء من الطائرة الإيرانية المسيّرة التي أسقطتها تل أبيب، السبت الماضي، بعد أن اجتازت الأجواء الإسرائيلية"، ووجّه كلامه إلى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الذي لم يحضر كلمة نتنياهو على الرغم من أنه يشارك في المؤتمر، متسائلاً: "هل ترى هذا، إنه لكم (جزء الطائرة)".
وجدد نتنياهو اتهاماته لإيران قائلاً: "إن طهران تواصل تجاوز الخطوط الحمراء وقد بلغت عدوانيتها ذرى جديدة، فقد أرسلت طائرة مسيرة إلى داخل إسرائيل، وانتهكت سيادتها. لقد أسقطنا الطائرة وعندما استهدفوا طائرتنا قصفت إسرائيل بطارية صواريخ سورية".
وشدّد في الوقت نفسه على أن "تل أبيب لن تسمح لطهران بأن تلف حول أعناقنا الإرهاب، وسنعمل بدون تردد للدفاع عن أنفسنا ونقوم، إذا اقتضت الحاجة، ليس فقط باستهداف رُسل إيران وإنما إيران نفسها".
ووصف نتنياهو ظريف بأنه "يكذب بلباقة"، مضيفاً أن "إيران تنكر تدخلها في سورية، وتنكر تورطها في حادثة الطائرة المسيرة، لذلك أعرض عليكم جزءاً من هذه الطائرة لقد أحضرته كي تروه". وفي هذه النقطة وجّه نتنياهو كلامه إلى الوزير الإيراني سائلاً إياه: "ظريف، هل ترى هذه القطعة، إنها لكم، يمكنك أن تأخذها رسالة لقادة طهران، لا تمتحنوا صبر إسرائيل".
كذلك جدّد ادعاءات إسرائيل بأنها لا "تملك شيئاً ضد الناس في إيران وأن مشكلتها هي مع النظام"، مطالباً بـ"التعلم من الماضي وعدم تكرار أخطاء الغرب عندما اعتمد سياسة المصالحة"، في إشارة إلى السياسة البريطانية تجاه الألماني أدولف هتلر عشية الحرب العالمية الثانية.
وأضاف أن "التساهل لا يجدي، وأن ساعة منع الحرب باتت متأخرة ولكنها ليست متأخرة جداً".
كذلك زعم نتنياهو أن "إيران تسعى لجلب مائة ألف مقاتل شيعي إلى سورية، وإقامة قواعد عسكرية وبحرية وطائرات عسكرية"، مضيفاً أنه "في حال دعا رئيس النظام السوري بشار الأسد إيران إلى الوجود عسكرياً في سورية فإنّ هذا سيغيّر موقفنا وهذا يتعلق بسورية وإيران".
وتطرّق رئيس الحكومة الإسرائيلية، في ندوة حوارية بعد كلمته أمام المؤتمر، إلى الملف الفلسطيني وموقفه من حل الدولتين، فقال إنه "يوافق على منح الفلسطينيين دولة ناقصة السيادة"، مدعياً أنه من حق الفلسطينيين أن "يديروا أمورهم بأنفسهم، لكن لا يحق لهم تهديد أمن الآخرين".
وتحدّث، بحسب موقع "والاه"، عن الملف اللبناني، زاعماً أن "إيران تحاول أن تصنع صواريخ دقيقة وتحاول أن تضيف إلى الـ130 ألف صاروخ الموجودة (في إشارة إلى ترسانة حزب الله) صواريخ دقيقة الإصابة تغيّر موازين القوى عبر سلاح كاسر للتوازن يمكنه أن يصيب كل نقطة في إسرائيل لغاية 10 أمتار، وهذا خطر كبير جداً في دولة صغيرة مثل إسرائيل".
وتابع: "إذا لم تغير إيران الوضع القائم في سورية ولبنان فلن يحدث شيء، أما إذا قامت بذلك ستتحرك إسرائيل وفق سياسة أوقفوهم قبل أن يصبحوا أقوياء".
في المقابل، وصف وزير الخارجية الإيرانية، خلال كلمته التي ألقاها في مؤتمر ميونخ، ما فعله وما صرح به نتنياهو بـ"السيرك الهزلي الذي لا يستحق أي رد"، داعياً الحضور إلى التركيز على موضوعات أكثر جدية.
وأضاف ظريف أن بلاده "لا تريد أن تبني إمبراطورية أو أن توسع نفوذها في المنطقة، فهذا الزمن قد ولّى، وإنما تسعى لبناء منطقة قوية"، بحسب وصفه.
وأوضح أن "طهران قدمت سابقاً عرضاً لمبادرة تستند إلى الحوار في المنطقة الخليجية، وهو عرض ما زال قائماً، لكن بعض الجيران لم يتوانوا عن استغلال الفرص لتوجيه أصابع الاتهام إلى إيران".
واعتبر وزير الخارجية أن عدم تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة الخليجية يعني استمرار حالة النزاع في الإقليم، مجدداً دعوته إلى إطلاق مجمع حوار خليجي، قائلاً إنه "من الضروري استبدال عدم تقاطع المصالح بالتعرف على التباينات".
كذلك دعا إلى التقارب واتخاذ خطوات لبناء جسر الثقة من خلال عقد اللقاءات العسكرية والقيام بمناورات مشتركة، قائلاً إنه في حال "وافقت السعودية على مقترح إيران، فطهران ستلبي ذلك بإيجابية".
واعتبر ظريف أن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها يعانون من نتائج سياساتهم الخاطئة التي اتخذوها في الإقليم، قائلاً إن "الانتصار على تنظيم "داعش" لا يعني أن التهديدات قد انتهت ومن الممكن أن تظهر بأشكال أخرى".
وذكر ظريف أن المجتمع الدولي يؤيّد الاتفاق النووي بين إيران والغرب، وهو الذي تم التوصل إليه على الرغم من اعتراض نتنياهو، مؤكداً أن "بلاده لن تكون الطرف الأول الذي سينتهك الاتفاق أو يخرج منه".
بدوره، قال المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، إنه "لا علاقة للأطراف الخارجية ببرنامج إيران الصاروخي"، رافضاً ربطه بالاتفاق النووي. وأضاف أن "هذه الأطراف لا تريد أن تمتلك طهران صواريخ أو منظومة دفاعية لتملي عليها ما تريد".
وأكّد المرشد، خلال تصريحات صادرة عنه، اليوم الأحد، أن "امتلاك الأسلحة المحرمة دولياً كأسلحة الدمار الشامل والقنابل النووية أمر مرفوض ومحرّم كذلك بالنسبة لبلاده"، قائلاً "عدا ذلك ستطور إيران ما تحتاج إليه من أسلحة".
وأشار إلى مسألة المفاوضات النووية، فاعتبر أن "نتيجة الاعتماد على الأجانب في مسألة الاتفاق باتت واضحة، فقد وثقنا بهم من دون أن نحصل على مكتسبات".
إلا أنه أشاد بجهود المفاوضين النوويين ووزير الخارجية محمد جواد ظريف بشكل خاص، معتبراً أن "هؤلاء يعرفون كيف يتعاملون مع الخروقات الخارجية ومع الخبث الأميركي والتواطؤ ومحاولات التخريب الأوروبية".