بدت ولأول مرةٍ منذ بدء المعركة الانتخابية، بوادر لاهتزاز ثقة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ومعسكر اليمين بتحقيق الانتصار في الانتخابات، وقدرة نتنياهو على تشكيل الحكومة المقبلة، وذلك إثر نشر نتائج استطلاعات للرأي أمس الثلاثاء، لكل من القناة الثانية، وقناة الكنيست، أظهرت أنّ حزب "المعسكر الصهيوني" بقيادة يتسحاق هرتسوغ، يواصل تقدمه على حزب الليكود، برئاسة نتنياهو من حيث عدد المقاعد البرلمانية.
وبحسب استطلاع القناة الثانية، فإنّ الليكود يحصل على 21 مقعداً، بينما يحصل المعسكر الصهيوني على 25 مقعداً. كذلك أيّد استطلاع قناة الكنيست هذه النتائج، بفوز الليكود بـ21 مقعداً، مقابل 24 مقعداً للمعسكر الصهيوني.
ودفعت هذه النتائج أمس، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى إبداء قلقه من احتمالات انتقال الحكم إلى اليسار بقيادة يتسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني، في حال واصل المعسكر الصهيوني التقدم على الليكود في عدد المقاعد.
ويخشى نتنياهو من أن يؤدي ذلك إلى فتح الباب أمام إمكانية تأييد أحزاب صغيرة من الوسط (وتحديداً حزبي يش عتيد بقيادة يئير لبيد)، لتكليف هرتسوغ بتشكيل الحكومة. وفي هذا السياق أعلن زعيم شاس، أرييه درعي، في مقابلةٍ مع "هآرتس" صباح اليوم الأربعاء، أنّه لا يلغي خيار الانضمام إلى حكومة بقيادة هرتسوغ.
وعلى الرغم من الدراما التي صنعتها وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس، بناء على تقدم المعسكر الصهيوني، إلا أنه وبما أن الانتخابات في إسرائيل برلمانية وغير رئاسية، وبالتالي فإنّ صاحب الائتلاف الأكبر هو من يشكل الحكومة المقبلة، فإن احتمالات تشكيل هرتسوغ للحكومة القادمة لا تزال ضئيلة خاصة وأن حزبي شاس، بقيادة درعي، وييش عتيد برئاسة يئير لبيد، يرفضان الدخول في حكومة مدعومة من قائمة الأحزاب العربية.
إلى ذلك، تظهر صورة تقسيم المقاعد بين معسكري اليمين واليسار في إسرائيل أنّ معسكر اليسار بقيادة هرتسوغ، يملك وفق الاستطلاعين الأخيرين 43 مقعداً فقط، وفي حال قرر حزب ييش عتيد (الذي تمنحه الاستطلاعات 12-13 مقعداً) وحزب شاس (7 مقاعد) تأييد هرتسوغ، فإن ذلك يعني تشكيل حكومة أقلية تستند إلى أصوات عربية من الخارج ، وهو ما ترفض الأحزاب الإسرائيلية الذهاب إليه بناء على تجربة حكومة رابين في العام 1993.
اقرأ ايضاً:أسبوع على الانتخابات الإسرائيلية: تهديدات بالقتل وإثارة النعرات الطائفية
في غضون ذلك، واصل نتنياهو خط التحذير من احتمالات فوز المعسكر الصهيوني عبر اعتماده لنظرية المؤامرة واتهامه لوجود حملة عالمية تضخ عشرات ملايين الدولارات في الانتخابات الإسرائيلية لتغيير نظام الحكم وإسقاط الليكود.
كما يأمل نتنياهو إحداث تحول في أنماط تصويت الناخب اليميني في إسرائيل، خاصة وأن استطلاع القناة الثانية بيّن أن 30% فقط من مؤيدي حزب موشيه كاحلون، و50% من مؤيدي البيت اليهودي بقيادة بينيت، أعلنوا أنهم ثابتون على قرارهم بالتصويت لهذين الحزبين، مما يمنح نتنياهو فرصة لاستعادة أصوات جمهور كبير في اليمين الإسرائيلي، للتصويت لصالح الليكود.
وستشهد الأيام القليلة المتبقية على الانتخابات الإسرائيلية المقررة يوم الثلاثاء المقبل، تنافساً شديداً على أصوات معسكر اليمين التقليدي، في مسعى من نتنياهو لتعزيز قوة حزبه البرلمانية، باعتبارها الضمان الوحيد لتشكيل حكومة يمين، ومنع أي سيناريو قد يغري أحزاباً مثل "ييش عتيد" بقيادة يئير لبيد، أو كولانو بقيادة موشيه كاحلون وحركة شاس الحريدية بقيادة درعي من ترشيح هرتسوغ لدى رئيس الدولة لتكليفه بتشكيل الحكومة القادمة.
وفي هذا السياق، أعلن البروفيسور كميل فوكس، المسؤول عن الاستطلاعات في القناة العاشرة، أنّ الأيام الآتية من شأنها أن تحمل تغييراً في ميول الناخب الإسرائيلي، خاصة بالاعتماد على تصريح 50% ممن قالوا إنهم سيصوتون للبيت اليهودي، أنهم قد يغيرون رأيهم في اللحظة الأخيرة، فيما قال 70% من مؤيدي موشيه كاحلون، إنهم قد يغيرون رأيهم حسب التطورات في المعركة الانتخابية.
اقرأ ايضاً:إسرائيل: الأحزاب تتسابق بالتحريض على الفلسطينيين لكسب الأصوات