ارتفعت أعداد النازحين العراقيين من الموصل تزامناً مع استمرار العمليات العسكرية التي دخلت شهرها الثاني لاستعادة السيطرة على المدينة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، الذي سيطر على الموصل في يونيو/حزيران 2014.
وتستمر مناشدات الناشطين والأهالي ضرورة التدخل الدولي العاجل لإغاثة الأعداد الكبيرة من النازحين المتدفقين من الموصل، تزامناً مع استمرار العمليات العسكرية التي دخلت شهرها الثاني.
لكن أعدادا كبيرة من أهالي الموصل توجهت نحو الصحراء على الحدود العراقية السورية، وهم يعيشون ظروفاً مأساوية بلا مخيمات أو غذاء أو حتى أغطية وفرش، في ظل موجة برد شديدة ضربت البلاد، ما اضطرهم إلى عمل حفر في الصحراء لإيواء أطفالهم من البرد.
وذكر ناشطون، لـ"العربي الجديد"، أن هذه الجهود لا تكفي لسد حاجة النازحين والأعداد الكبيرة المتدفقة بشكل يومي ليلاً ونهاراً من الموصل، ما يستدعي وقفة دولية، منتقدين الحكومة العراقية على عدم تقديمها ما يكفي من المساعدات اللازمة.
وقال الناشط عمر الجبوري، إن "الحكومة العراقية لم تقدم الدعم المطلوب للنازحين، وهناك مأساة إنسانية حقيقية، حيث يتجمع مئات النازحين على سيارات توزيع وجبات الطعام التابعة لمنظمات محلية مدنية لا صلة لها بالحكومة تعتمد فيما تقدمه على تبرعات الميسورين".
وبيّن الجبوري، لـ"العربي الجديد"، أن "أقل ما توصف به حالة نازحي الموصل أنها مأساة إنسانية حقيقية، في ظل توقف دعم الأمم المتحدة، وفي ظل تجاهل الحكومة العراقية ما يجري، فالآلاف من النازحين لا يجدون ما يسدون به رمق أطفالهم الصغار ولا ما يَقون به أنفسهم من البرد".
وتابع الجبوري "عدد المخيمات التي وفرتها وزارة الهجرة والمهجّرين العراقيين لا يكفي مطلقاً للأعداد الكبيرة المتدفقة من الموصل، ولا توجد أية أغطية أو فرش في هذا البرد الشديد، وآلاف الأطفال معرضون للهلاك بسبب البرد، ولا بد من موقف دولي واضح تجاه هذه الكارثة الإنسانية".
وكشف الهلال الأحمر العراقي، أمس الثلاثاء، عن وصول عدد نازحي الموصل منذ بدء العمليات العسكرية على الموصل وحتى اليوم، إلى 85 ألف نازح. وقالت الجمعية، في بيان، إن "85293 مدنياً نزحوا، خلال الخمسة أسابيع الماضية، من الموصل نحو مخيمات الخازر وحسن شام في أربيل، والجدعة في القيارة، وزليكان في دهوك".
وأضاف "استقبلت فرق الهلال الأحمر العراقي، خلال اليومين الماضيين، في أربيل، نحو 3100 نازح من الموصل في مخيمي حسن شام والخازر، وتم توزيع 2000 وجبة غذائية عليهم؛ ليصل العدد الكلي للنازحين في مخيمي حسن شام والخازر إلى 30674 نازحاً".
وأوضحت الجمعية أن "جهوداً متواصلة يبذلها موظفو الجمعية لإغاثة النازحين تشمل تقديم وجبات غذائية لهم، بما في ذلك السكان المحليون في القرى والمدن المجاورة للمخيم، والتي وصلت إليها المعارك".
وتابع البيان "بلغ عدد الوجبات الغذائية المقدمة للنازحين في المخيم 49 ألف وجبة غذائية و13 سلة غذائية أخرى غطت كافة النازحين هناك، ومازالت الجهود مستمرة من قبل متطوعي وموظفي الجمعية لتقديم المساعدة للنازحين".
ولفت البيان إلى حملات مستمرة بشكل يومي لإسعاف النازحين وتقديم الدعم النفسي لهم، خاصة للعائلات النازحة، وبلغ عدد المستفيدين من هذه الخدمات 29 ألف نازح.
وكانت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أعلنت قبيل انطلاق معركة الموصل عن استعدادها لاستقبال 100 ألف نازح فقط في مخيمات أعدتها لهذا الغرض؛ في وقت ما زال في مدينة الموصل نحو مليون ونصف المليون مدني لم يتمكنوا من النزوح.